أخبار الآن | بكين – الصين
بعد محاولاتٍ عدة في مواجهة أزمة كورونا، تواجه الصين تحديا قد يكون أكبر من الفيروس نفسه، وهو مواجهة الأزمة الاقتصادية القادمة، وفكرة ابتعاد العالم عن الصناعة الصينية التي تملأ منازل كل الناس في مختلف دول العالم.
أزمة فيروس كورونا المستجد، أثرت على مختلف نواحي الحياة، لكن قطاع الاقتصاد كان من الأشد تأثرا نتيجة حالة الشلل التي أصابته، بعد أن أثبت الوباء حجم الاعتماد العالمي على الصين في عمليات الإنتاج والتصنيع، مما دفع عددا من الحكومات إلى تقديم الدعم المالي للشركات، لنقل مصانعها من الصين.
ومما زاد الطين بلة، أنه عندما ضرب وباء “كوفيد-19” مختلف دول العالم، وجدت دول كبرى نفسها في مأزق كبير، عندما اكتشفت أنها غير قادرة على تصنيع معدات وأقنعة طبية محلياً، لأنها أسندت تلك العمليات للصين منذ مدة طويلة.. ولكن الفيروس ألقى بظلاله حتى على أشهر بلد صناعي وأثر على انتاجيته والمستفيدين منه سلباً.
وربما يكون الاقتصاد الصيني قد انتعش بشكل حاد بعد الانكماش التاريخي من تفشي كورونا، لكن الباحثين عن عمل في الصين لا زالوا يواجهون وضعًا متردياً مع استمرار الشركات في الركود ومتطلبات الحياة في الزيادة.
وفيما يبحث الكثيرون عن فرصة عمل في ظل الظروف القاسية، أجبرت الصين الكثير من الإيغوريين على العمل قسراً في مصانع بجميع أنحاء البلاد، بدون أجور في أغلب الأحيان أو بأجور ضئيلة، لانتاج معدات حماية شخصية مثل أقنعة الوجه، وذلك للتصدي لفيروس وباء كورونا
بل أيضاً قامت الحكومة الصينية بترحيل العمال الإيغوريين إلى خارج شينيجيانغ، ما يخدم سياستها في ارسال الإيغور بعيداً عن موطنهم وإبعادهم عن ممارسة شعائر الدين الإسلامي وهو ما تصنفه السلطات الصينية بأنه ” عمل متطرف”.
ومع كل إخفاقاتها السياسية والاقتصادية وأعمالها القسرية وجَّهَت العديد من الدول انتقاداتٍ للصين ولكن لا تزال الصين تحتجز أكثر من مليون مسلم من أقلية الإيغور في معسكرات اعتقال جماعية، كما تحظر على تلك الأقلية ممارسة نشاطاتها الدينية وترتكب جرائم ممنهجة بحقهم مثل اغتصاب النساء وإذلال الرجال وتعريض الأطفال إلى برامج لغسل أدمغتهم وسلخهم عن هويتهم الثقافية.