أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أحمد التكريتي)
كشفت مصادر أمنية عراقية لـ”أخبار الآن” عن تفاصيل المنفذ الحدودي الخاص بميليشيا “كتائب حزب الله” على الحدود العراقية السورية الذي تستخدمه لعمليات تهريب وتجارة بعيداً عن أنظار الحكومة العراقية.
وميليشيا “كتائب حزب الله” هي جماعة مسلحة أسستها إيران في العراق عام 2006 على يد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق أبو مهدي المهندس الذي قتله الطيران الأميركي نهاية ديسمبر 2019، وتعمل الكتائب خارج إطار الحشد الشعبي ولم تنضو إليه، وتستند على الولاء لإيران ونظام ولاية الفقيه في عملها.
المصادر قالت لـ”أخبار الآن”: إن “كتائب حزب الله فتحت ومنذ إعلان تحرير العراق من داعش عام 2017 منفذاً موازياً إلى منفذ القائم الرسمي الحدودي مع سوريا وتستخدمه لعمليات تهريب دون أن يكون هناك أي تدخل حكومي عراقي به”.
وأضافت، أن “هذا المنفذ أنشأ وكأنه منفذاً رسمياً خاضعاً لسلطة الدولة العراقية، حيث المخازن الكبيرة، والتسييج، والطاقة الكهربائية التي لا تنقطع عنه بينما تنقطع عن بقية المنافذ التابعة للدولة”.
تفيد هذه المصادر بأن “قائد قوات حرس الحدود وقائد في قيادة العمليات المشتركة وصلا قبل أيام إلى منفذ القائم للإطلاع عليه، لكنهما لم يتمكنا من الحديث عن منفذ الكتائب واكتفيا بالنظر إليه والمرور من جواره وتصويره فقط”.
وعلى إثر هذه الزيارة وتقديم شكاوى من مدير منفذ القائم إلى السلطات الرسمية عن المنفذ الموازي، قامت قوة من “كتائب حزب الله” باختطاف مدير المنفذ أمس الجمعة، ووفقاً لمصادرنا، فإن “تهديدات أخرى وصلت لمسؤولين آخرين إذا ما فكروا بالحديث عن هذا المنفذ”.
https://twitter.com/i/status/1279159013536661506
في قضاء القائم بمحافظة الأنبار العراقية المحاذية لسوريا، هناك منفذ رسمي وحيد وهو منفذ القائم، وهذا المنفذ يخضع لسيطرة الدولة العراقية، لكن “كتائب حزب الله” فتحت منفذاً موازياً، وقالت المصادر نقلاً عن قيادات في الكتائب إن “رئيس الحكومة العراقية الأسبق حيدر العبادي أهداهم هذا المنفذ بعد عمليات التحرير”.
هذا المنفذ الموازي وفقاً لمصادر “أخبار الآن”، هو ضمن قاطع مسؤولية السرية الأولى في الفوج الأول باللواء التاسع التابع لقوات حرس الحدود العراقية، لكن هؤلاء لا يستطيعون حتى سؤال أصغر عنصر في هذا المنفذ عن أي شيء، وحصلت في مرات عديدة مشادات ومشاجرات بينهم وصلت مرحلة التهديد بالسلاح.
وأشارت المصادر إلى أن “المعلومات المتوفرة لدى الدولة العراقية تفيد بأن هذا المنفذ يستخدم لتهريب السلاح من العراق إلى سوريا، وتهريب صهاريج النفط أيضاً، بالإضافة إلى الاتفاق مع تجار على المرور من خلاله واستحصال ضرائب منهم بشكل غير رسمي”.
وأكدت أن “عمليات التهريب تبدأ بعد غروب الشمس من كل يوم، تدخل صهاريج النفط ومشتقاته، والشاحنات الكبيرة من سوريا وبالعكس، ولا تملك أي قوة هناك السيطرة على هذا المنفذ ولا على ما يمر من خلاله”.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية أحمد ملا طلال، في مؤتمر صحافي، قرب بدء إجراءات وصفها بـ”الحازمة لفرض هيبة الدولة على المنافذ الحدودية في عموم البلاد”.
ويمتلك العراق أكثر من 22 منفذاً برياً مع إيران وتركيا والأردن وسورية والكويت، بينما ما زالت المنافذ البرية مع السعودية مغلقة رغم إنجاز عمليات تأهيلها منذ العام الماضي.
ويبلغ معدل التبادل التجاري للعراق عبر منافذه سنوياً أكثر من 50 مليار دولار، من المفترض أن تمثل عائدات رسوم الجمارك على الاستيراد والتصدير نحو 6 مليارات دولار، إلا أن ما يُحصّل سنوياً لا يتجاوز 600 مليون دولار في أفضل الحالات، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين ونواب.
مصدر الصورة: GETTY
اقرأ أيضا: