أخبار الآن | القاهرة – مصر (خاص)
وضع سيئ يتصاعد يوماً بعد يوم، هو حال الجارتين اللدودتين كوريا الشمالية والجنوبية، بعد تفجير بيونغ يانغ لمكتب الارتباط على الحدود بينهما والذي شكل نتاج جهود مضنية للوصول إلى سلام بين الدولتين المتحاربتين منذ أكثر من نصف قرن.
وعلى ما يبدو فإن كوريا الشمالية تسعى بين الحين والآخر إلى إثارة توترات مع جارتها الجنوبية، وذلك بهدف لفت الانتباه أو ربما محاولة ابتزاز المجتمع الدولي كما يرى بعض المراقبين لتخفيض العقوبات المفروضة عليها.
وضمن السياق السابق يرى الباحث في الشؤون الآسيوية في مركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد قنديل، أن الوضع بين الكوريتين آخذ في التصاعد وخاصة بعد القمم التي جمعت الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونغ أون ونظيره الجنوبي مون جيه إن، وقال: “الحقيقة الوضع في أسوأ حالاته منذ عام 2018 الذي شهد تحسناً واضحاً في العلاقات بين الكوريتين ونتج عنه السعي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، إلا أن الوضع في الأيام الأخيرة تدهور نحو الأسوأ”.
وتابع: “تحاول بيونغ يانغ لفت الانتباه إلى الجمود الحاصل في المفاوضات السياسية بين الجانبين، كما تحاول جذب أنظار العالم الذي بدأ ينشغل عن الملف الكوري في قضايا أخرى. تحاول بيونغ يانغ إيصال رسائل عن برنامجها الصاروخي بهدف الضغط للحصول على مكتسبات لصالحها فيما يتعلق بالمفاوضات”.
وبطبيعة الحال لم يغب الدور الصيني عن النزاع، فبكين الحليف الأقرب لبيونغ يانغ تسعى جاهدة إلى إدارة الصراع الكوري ليصب في نهاية المطاف لصالحها، وضمن هذا السياق قال قنديل: “الحقيقة أن الصين هي أكبر حليف سياسي ودبلوماسي لكوريا الشمالية، كما أنها أكبر شريك تجاري لبيونغ يانغ، وذلك لم يمنع من جمود العلاقة بين البلدين نتيجة عدم قدرة الصين في الآونة الأخيرة على كبح جماح السياسية الكورية، ومع ذلك تبقى العلاقة متينة بين البلدين”.
وبدون أدنى شك فإن كوريا الشمالية حاولت الالتفاف على العقوبات عبر تمويلها وإدارتها لأنشطة إرهابية كدعمها لجماعات مسلحة مثل الحوثيين في اليمن وكذلك ضلوعها في أعمال قرصنة وسرقة عبر الإنترنت بهدف الحصول على عملة صعبة، وقال قنديل: “من المنطقي للغاية أن تحاول كوريا الشمالية بيع بعض أسلحتها إلى الأنظمة المارقة والجماعات الإرهابية في أي دولة على الأرض بهدف الحصول على مصدر جديد للعملة الصعبة”.
وأوضح: “هناك شح شديد في الموارد المالية للنقد الأجنبي في كوريا الشمالية نتيجة العقوبات، ومسألة بيع الأسلحة وتهريب النفط والقرصنة ربما يكون محاولة من بيونغ يانغ للالتفاف على العقوبات والحصول على مصادر مالية جديدة”.
ما سبق يدلل على نتائج عدة أبرزها أن سلوك كوريا الشمالية سيظل تحت المجهر الدولي وسيبقى مصدر قلق في المنطقة وخاصة إن بقي بعيدا عن الدبلوماسية والحنكة السياسية.
وكانت كوريا الشمالية أعلنت، الأربعاء، رفضها عرض كوريا الجنوبية المتضمن إرسال مبعوثين خاصين إليها، وتعهدت بإعادة القوات إلى الوحدات الحدودية المنزوعة السلاح في أحدث خطوة نحو إلغاء اتفاقيات السلام بين الكوريتين.
جاء ذلك بعد يوم من قيام كوريا الشمالية بنسف مكتب اتصال مشترك أقيم في مدينة حدودية في إطار اتفاق أبرمه زعماء البلدين عام 2018 وفي خضم تصاعد التوتر بسبب منشورات دعائية يرسلها منشقون إلى كوريا الشمالية من جارتها الجنوبية.
أقرأ أيضا: