أخبار الآن | سوريا (تحليل)
لم تخف تسجيلات الفيديو التي نشرها رامي مخلوف ابن خال رأس النظام السوري بشار الأسد، عن خلاف يتصاعد يوماً بعد يوم بين الاقتصادي الذي يهيمن على 60% من مقدرات سوريا وبين الأسد وما يتعرض له من ضغوط من موسكو لتسديد فاتورة الحرب في البلاد.
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري ياسر الفرحان تحدث لأخبار الآن عن نتائج هذا الصراع وتأثيره على دائرة الحكم في سوريا، كاشفاً عن “تصريحات داخل الطائفة العلوية تتوقع أن الصراع بين الأسد ومخلوف سيكون له تداعياته على مؤسسة الحكم وتماسكه في سوريا، وسيتوسع خلال الأيام القادمة”.
وأوضح أن رسائل رامي مخلوف الأخيرة عبر مقطعي الفيديو، وجهت بالأساس إلى الطائفة العلوية، لافتاً أن “مخلوف استخدام كلمات معينة لها دلالاتها، وخاصة عندما قال (لا تدعوا الآخرين يتحكموا بقراراتكم)، في إشارة واضحة إلى أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد”.
عضو الهيئة السياسية كشف كذلك أن “تسجيلات رامي أتت بعد أن كشف النظام السوري عن حمولة ضخمة من المخدرات على متن سفينة تابعة لإحدى شركات رامي مخلوف، حيث حاول النظام أن يبتز مخلوف عبر تلك الشحنة ليقوم بدفع مستحقات الحرب في سوريا إلى موسكو”.
الفرحان أكد أنه “خلال الفترة القادمة سيكون هناك صراع داخل الطائفة العلوية، وسيقوم الأسد بإجراء تغيرات جذرية في القيادات الأمنية خلال شهر يوليو القادم، حيث سيبعد جميع الموالين لعائلة مخلوف وسيقوم بتعيين شخصيات أخرى مقربة من أسماء الأسد”.
#رامي_مخلوف هو مجرد جزء من مشكلة #الأسد في #روسيا#أخبار_الآنhttps://t.co/3wEILcvg35 pic.twitter.com/8WDYPQ5eyY
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) May 1, 2020
وعن الدور الروسي في الخلاف بين الأسد ومخلوف، قال ياسر الفرحان، إن “موسكو تحاول الحفاظ على مصالحها داخل سوريا، عبر ابتزاز الأسد لتسديد فاتورة الحرب في سوريا، فعلى سبيل المثال دفعت “شام” القابضة التي تعود ملكيتها لمخلوف جزءً من تلك الفاتورة والتي تقدر بشكل مبدئي بنحو 3 مليارات دولار”.
وضمن السياق السابق يؤكد الفرحان أن روسيا في الآونة الأخيرة بدأت تنشر تقارير عبر الصحف الروسية حول عدم أهلية الأسد في الاستمرار بقيادة سوريا، وكان آخر تلك التقارير مانشره المجلس الروسي للشؤون الخارجية والذي وصف الأسد بأنه “فاقد للشعبية وغير قادر على الإصلاح وأصبحت حماية الأسد تشكل عبئا على موسكو”.
وأوضح أن “روسيا عبر ضغطها على الأسد تحاول الحصول على أكبر قدر من الأموال، وخاصة أن رأس النظام لا يستطيع أن يرفض ما تمليه عليه موسكو، لأن ذلك يعني انهيار حكمه في سوريا”.
وكان رامي مخلوف نشر خلال الآونة الأخيرة مقطعي فيديو عبر حسابه على فيسبوك ناشد من خلالهما الأسد لوضع حد لما وصفه تعنت الأجهزة الأمنية بعد مصادرة أموال له، ومطالبته بتسديد مستحقات ضريبية تدين بها شركاته إلى الدولة بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار.
تصفية حسابات قديمة
وبدون أدنى شك فإن مناشدة مخلوف للأسد القابع تحت الإقامة الجبرية في دمشق، عبر مقطعي الفيديو الذين نشرهما مؤخرا عبر حسابه على فيسبوك، بعد نحو 9 سنوات من ظهور علني شبه معدوم للاقتصادي السوري، لم تأت من فراغ ولم تكن وليدة اللحظة، بل كانت نتيجة تراكمات بدأت تظهر على الأقل خلال العامين الماضيين، وبدأت مظاهر هذا الخلاف تتجلى في عام 2019 عندما تصاعدت حرب تصفية حسابات بين خال بشار الأسد المقيم في روسيا، محمد مخلوف، وابنه المقيم في دمشق رامي، من جهة، وبين أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد، من جهة ثانية، وفضح شركة “تكامل” مؤخرا من قبل آل مخلوف التي يملكها مهند الدباغ ابن خالة أسماء الأسد خير مثال على ذلك.
الخلاف تصاعد بعدما استولت أجهزة الأمن على ملفات وحواسيب ومراكز جميعة البستان التي يديرها مخلوف، والتي مدت النظام طيلة سنوات الحرب الماضية بألاف المقاتلين والشبيحة، وكذلك تعيين ضابط كبير في الحرس الجمهوري منذ السنة الماضية لمراقبة عمل شركة الاتصال العملاقة “سيريتل” وذلك بهدف إجبار مخلوف على دفع جزء ليس باليسير من فاتورة الحرب لروسيا، التي تعاني من انخفاض ناتجها المحلي.
ولا يمكن غض الطرف كذلك عن تقارير تحدثت عن مليارات الدولارات التي تم التلاعب بها وتهريبها وإخفاؤها من قبل مخلوف عن عيون القصر خلال السنوات العشر الماضية ومخلوف مطالب اليوم بالتنازل عن أملاكه الضخمة مقابل تلك الأموال.
أقرأ أيضا:
رامي مخلوف مجرد جزء من مشكلة الأسد مع روسيا