أخبار الآن | كوباني – سوريا (عبيد أعبيد)
بعد اندحار تنظيم داعش الإرهابي، واستعادة الأراضي التي احتلها طيلة أربع سنوات ونيف، تعود الحياة من جديد إلى آهالي مدينة كوباني، التي أقام فيها التنظيم الإرهابي مجازر جماعية مروعة.
كيف عادت الحياة بعد دمار داعش، إلى آهالي مدينة كوباني؟ وكيف تحولت إلى ملاهي وأحياء ترفيه للأطفال والعائلات؟
هنا في هذا المكان الشاسع، لم يعد كل شيء كما كان.. فضراوة المعارك التي شهدتها كوباني والمجازر وأحجام القصاص التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في الساحات العامة أمام الملأ، تركت في نفوس سكان هذه البلدة، جروحا عميقة، وذكريات أليمة تأبى النسيان..
يسرى، شابة سورية، تحكي لـ”أخبار الآن”، كيف حولت رفقة زوجها منطقتهم في كوباني، إلى نقطة ترفيه للأطفال، وتقول :”خلال وجود داعش ما ضل شيء/ كل شيء تكسر تخرب احترق والقتل قتل والصلب صلب والي قدر يعيش كان مسجون، يعني مدن الألعاب ما ضلت وحدائق ما ضلت كل شيء راح..”.
الأطفال والقصر هنا أيضا، كان لهم نصيب من كآبة وجرح المكان، فلا مكان آمن يلهون فيه، ولا متنفس يخرجهم من اجواء وذكريات الحرب.. مشاهد القتل والدمار والاعدامات ما تزال ساكنة في مخيلة الأطفال، على الرغم من مضي فترة على تحرير المدينة من التنظيم، لكن ما اصاب سامي من حزن، سرعان ما تلاشى عندما افتتحت أول مدينة للألعاب.
وبعد التحرير من داعش عمل حنان وزوجته، على تنفيذ حلمهما في بناء ملعب للأطفال في المدينة، حيث رأوا أن حاجة الأطفال هنا، لامتلاك مكان للعب فيه، حاجة ملحة اليوم، أكثر من أي وقت مضى.
مدينة أشتي، التي تستقبل يوميا اكثر من مئة طفل، يعمل القائمون عليها على تأمين المستلزمات والألعاب المناسبة ليتمكنوا من إسعاد الأطفال، وهو فعلا ما حصل، فقط نجحوا في إزالة مخلفات الإرهاب والمذابح الجماعية، التي غُرست في عقولهم..
ويروي حنَان، صاحب المشروع، لـ”أخبار الآن”، قائلا :”مدينة اشتي هي مدنية للألعاب مخصصة للأطفال، هلا الأولاد أيام داعش والفترة يلي مرت علينا ما عاد تعرف الاطفال غير جو الحرب، انتشرت حالات القتل والإعدامات وكانوا الأطفال أكتر شيء تتأثر به المناظر، وصاروا إذا رغبوا يلعبوا ما بيعرفوا غير لعبة الحرب والرشاشات”، يحكي بلهجته المحلية.
خلق مساحات الترفيه لرسم البسمة على محيى الأطفال، كان السبب الرئيسي لبناء هذه المدينة، وذلك على الرغم من الصعاب التي واجهت المسؤولين.
فأمام كل هذا الحزن والماضي الكئيب، ظل الإصرار والتفاؤل، سمة متنحية في آهالي كوباني.. لا لشيء سوى ان على أرضهم ما يستحق الحياة..
مصدر الصورة: Photo by Emin Sansar/Anadolu Agency/Getty Images
اقرأ المزيد:
صور جوية .. عين العرب كوباني تحيي الذكرى الرابعة لمجزرة ليلة الغدر