أخبار الآن | محافظة مدنين – تونس – (أحمد اللاّلي)
بعد أن ضلوا طريقهم في رحلة بحرية إلى أوروبا انطلقت من ليبيا وأ ُنقذوا، لجأ مئات المهاجرين الأفارقة إلى مدينة مدنين الواقعة جنوبي تونس، حيث تم إيواؤُهم في مراكز مختلفة تحت إشراف الهلال الأحمر التونسي ومنظمات دولية. توفر متطوعات الهلال الأحمر حاجيات اللاجئين من الأكل والشرب، ويسهرون على صحتهم النّفسية والبدنية.
هن متطوعات تونسيات اخترن أن يَقمن بعمل انساني للإحاطة بلاجئين أفارقة، جاؤوا من بلدانهم ومكثوا بعض الوقت في ليبيا، ثم بدؤوا رحلة بحرية قبل أن تتقطع بهم السبل عرض البحر، ويتم انقاذهم من طرف خفر السواحل التونسي أو البحّارة.
معاناة اللاجئين كانت كبيرة حيث تجرعوا مرارة التعذيب والاستغلال الاقتصادي والجنسي، وكان لابد من أحد يحيط بهم، ليوفر لهم الملجأ والعناية الصحية اللاّزمة، ليتم إيوائهم داخل مراكز اللاجئين.
تخرجت سعاد من المعهد العالي للفنون الجميلة ثم تلقت دراسات في الصيدلانية لتأتي لهذا المركز باحثة عن تنمية مهاراتها المهنية من خلال تجربة إنسانيّة تطوعيّة. تعي جيدا أن اللاجئين الذين تتعامل معهم قد تعرضوا إلى شتّى أنواع العنف فاختارت أن تكون قريبة منهم دائما لتخفيف معاناتهم وخاصة الأطفال منهم.
تتقاسم ياسمين الحرازي نفس المبادئ النبيلة مع زميلتها. تخرجت منذ سنتين كممرضة وتشبعت بمبادئ العمل التطوعي ففضّلت أن تتطوع لتأتي لهذا المركز. هي لا تدخر جهدا في سبيل مساعدة اللاّجئين على نسيان تجاربهم الأليمة طوال رحلتهم من بلدانهم. فتعهدت بتكوين صداقات لتجعلهم يحسون بالطمأنينة التي طالما فقدوها بل وتسخر كافة الوسائل بحثا لهم عن عمل يقومون به لملأ أوقات فراغهم.
تقوم سعاد وياسمين بعدة أنشطة يومية كالإسعافات الأولية وتوزيع الأغذية والإحاطة النفسية من خلال الحديث مع اللاّجئين لمعرفة تطلعاتهم وانشغالاتهم ومحاولة مساعدتهم. مما لا شك فيه أن العمل الذي يقمن به متعب فعلا ولكن ابتسامة من اللاجئين ربما تنسيهن كل التعب.
من بين النزلاء الأفارقة في هذا المركز نجد محمد داود طفل ذو الستة عشر ربيعا، مهاجر من تشاد تم انقاذه في عرض البحر ليؤتى به إلى مدنين لتوفير الرعاية الصحية والنفسية اللازمة ومن ثمة نقله إلى هذا المركز منذ أربعة أيام حيث يجد الراحة والطمأنينة.
تعمل المتطوعات جاهدات لتخفيف المعاناة عن اللاّجئين، فهم ورغم محدودية الامكانيات، يقومون بعمل انساني نبيل ليوفروا الإحاطة النفسية والصحية لأناس ذاقوا ويلات الحرب والتعذيب وانهارت أحلامهم بالوصول إلى أوروبا وعيش غد أفضل.
المزيد: