أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)
لم يعد التواجد الإيراني في العراق مقتصرا على الحياة الأمنية والعسكرية، بل وصل إلى حد التحكم في المصير السياسي للبلاد.
قاسم سليماني، جنرال إيراني وزعيم “فيلق القدس”، المُدْرَج على قوائم الإرهاب الدولية، يظهر علانية في بغداد، لفرض مقَرَّبين من إيران في التشكيل الحكومي الجديد.
كيف يخطط قاسم سليماني لبسط سيطرة إيران على العراق؟ وكيف عمل على ترهيب المعارضين لفكرة التحكم الإيراني في مقاليد الحكم في بغداد؟
لا شيء يثير ضجر العراقيين اليوم ويربط مستقبلهم بالمجهول.. سوى التدخل الإيراني الذي صار علانية أمام العالم.. تدخل واجهه العراقيون باتهام طهران، بعرقلة التشكيل الحكومي الجديد.
قاسم سليماني، زعيم “فيلق القدس”، والمنفذ الميداني لمخططات إيران في المنطقة، هو العنوان العريض لأزمة العراق في الزمن الراهن.
بداية سيطرة سليماني على العراق، كانت أمنيا، وبالضبط في مارس /آذار 2014، حيث أسس “الحشد الشعبي” ذو الطائفة الشيعية، وذلك بانضمام “فيلق بدر”، المدعوم إيرانيا، فضلا عن فيلق آخر على الحدود العراقية السورية، يدعى “لواء الفاطميون”، وهو فيلق أفغاني شيعي.
وعلى الرغم من هاته التشكيلات الإيرانية، لم يخضع العراقيون للضغط والنفوذ الإيراني في بلادهم، وهو ما دفع سليماني إلى اعتماد أقصى درجات الترهيب والتخويف، عبر تشكيل ما سمي في تقرير لمجلة “تيليغراف” البريطانية، بـ”فرقة الموت” المتخصصة في تنفيذ اغتيالات في صفوف من يقول “لا”، إلى إيران.
وظهر ذلك في عملية اغتيال السياسي العراقي، شوقي الحداد، الذي اتهم طهران بتزوير الانتخابات العراقية، وأيضا في اغتيال السياسي، شاكر التميمي، الذي عين مبعوثا للعراق من أجل استعادة العلاقات مع الأردن والسعودية.
وعلى مقربة من موعد التشكيل الوزاري الجديد، استبدل قاسم سليماني زيه العسكرية، بآخر، ظهر فيه لأول مرة في العراق، وهو يجالس أطرافا عراقية، لا لشيء، سوى لفرض القائد السابق للحشد الشعبي، فالح الفياض، وزيرا للداخلية.
وإزاء التدخل الفادح الذي بات لسليماني في الحياة السياسية العراقية، يتساءل معارضون عراقيون عماذا ربح العراق بعد تسليمه إلى إيران؟
سؤال يظل جوابه حيا بين واقع ثلاث دول، بين سوريا واليمن ثم لبنان.
اقرا ايضا