أخبار الآن | نواكشوط – موريتانيا – (أحمد بدي تيجاني)

الطبل آلة موسيقية من أقدم الآلات الموسيقية وأنبلها مكانة لدى الشعب الموريتاني. حيث يستخدمونه في حفلات الزفاف وإرشاد الضال عن الطريق، واستقبال الضيوف، وإعلان الحرب والسلم إلى غير ذلك، مما يضرب له الطبل في المجتمع الموريتاني.

استعدادات لصناعة الطبل الصحراوي، جلد وحبال وخشب وأيادى نسوة ماهرة، هي مقومات الآلة الموسقية الأكثر حضورا في حفلات أهل الصحراء، قد تستغنى الحفلات هنا عن جميع الآلات إلا الطبل، إذ هو سيدها بلا منازع، يرافق الأفراح أيا كانت طبيعتها.

مسعودة العربي – فنانة تقول: "نأخذ جلد الماعز ونقوم بدباغته أولا، ثم نضعه على قدح مصنوع من الخشب يكون جاهزا في أغلب الحالات، ثم نجمع بين الاثنين بحبال قوية تربط بين جميع أجزائه، وتمكنه من التماسك بالشكل المطلوب، وبعد ذلك نصب عليه الماء ليصبح جاهزا للاستعمال".

بعد أن يجهز الطبل تبدأ الحفلة، غير أن علاقة أهل الصحراء بالطبل ليست فقط في أوقات الفرح بل تشمل وظائف أخرى، كان الطبل الوسيلة الإعلامية التى يخاطب أمير الحي عبرها العامة، يضرب فيتنادون إلى حيث هو، عدد الضربات يحدد نوعية النداء، إما لحرب أو لنقاش طارئ على الحي.

فاطمة مبروك – فنانة تقول: "في مجتمعنا لا يعرف إلا الطبل. الطبل هو الآلة الموسيقية الوحيدة التي تستعمل في الصحراء، وخاصة في حفلات الزفاف وفي السهرات الليلية والمديح كما أن حياتنا كلها مرتبطة بالطبل أكثر من غيره".

ولئن كانت النسوة يتصدرن حفلات الطبل غناء ورقصا، فإن الحفلة لا تكتمل إلا بحضور رجالي عبر المبارزة بالعصي، يظهر رجال الحي في هذه اللعبة الخطرة فتوتهم أمام النساء، يحظى الفائز منهم برقاصات وزغاريد تشيعه وقت الخروج من الحلبة، ويبقى الطبل على اختلاف أحجامه الصوت الجامع لأهل الصحراء في لحظات فرحهم.

المزيد:

الطفلة زينب .. إحدى ضحايا الاغتصاب في موريتانيا

البطالة في موريتانيا.. كابوس ينهك الشباب ويرهق الدولة