ما أبرز السلوكيات التي تغيرت لدى معظم الناس نتيجة جائحة كورونا؟
كأنّ عجلة الحياة تعطّلت خلال عقد اتّسم بتسارع العمل نحو تحقيق التنمية المستدامة، عطّلها تهديدٌ صحيٌّ عالميّ أصاب المنطقة العربية والعالمية بأضرار جسيمة. فتحوّل التركيز إلى اتخاذ إجراءات طارئة لإنقاذ الأرواح وإصلاح سبل العيش، فأزمة جائحة كورونا كانت ولازالت صرخة مدوّية للعالم شهد من خلالها طفرة نوعية في كثير من العادات السلوكية والإجتماعية ،قرابة العامين.
وفي حديث خاص لأخبار الآن قالت ليال أبو سعد محللة سلوك معتمدة من البورد الأمريكي إن سلوكيات الأفراد في العالم تغيرت نتيجة الجائحة، إذ تأثرت جميع الفئات العمرية بشكل واضح، وأثرت الجائحة على ترتيب أولويات الأفراد في الحياة .
وأكدت أبوسعد أن الجائحة غيرت بالفعل طريقة تفكير الأفراد وكذلك إتخاذ القرارات بشكل سليم وتسليط الضوء على أبرز الأمور ذات القيمة فضلا عن دراسة القرارات التي تتعلق بالسفر.
وقالت محللة السلوك أن فيروس كورونا جلب للعالم دورس كثيرة من بينها معرفة قيمة الحياة بشكل إيجابي.
ماذا فعلت “كورونا” في سماتنا الشخصية الخمس الكبار؟
فيما أشارت أبو سعد إلى نموذج الخمس الكبار الذي يعتبر أكثر النماذج الضرورية لبناء الشخصية حيث كشفت دراسة حديثة عن وجود ارتباط إيجابي بين العزلة الاجتماعية و”عنصر العُصابية”.. وتغيُّر مفهوم “الضمير” وزيادة “الانبساط” خلال جائحة كورونا ، ويمثل كلٌّ من الخمس الكبار مجموعةً من الخصائص السلوكية ذات الصلة، فعلى سبيل المثال، تمثل سمة “الانبساط” الفروق الفردية في المشاركة الاجتماعية والحزم ومستوى الطاقة، وتجسد سمة “القبول” الاختلافات في التعاطف والاحترام وقبول الآخرين.
ويمثل “الضمير” الاختلافات في التنظيم والإنتاجية والمسؤولية، ويمثل “الانفتاح” الاختلافات في الفضول الفكري والحساسية الجمالية والخيال، في حين تمثل “العصابية” الاختلافات في وتيرة وشدة المشاعر السلبية، كالتوتر والحزن وتقلبات المزاج.
ما هي الإيجابيات التي جلبها هذا الوضع الاستثنائي الناجم عن انتشار فيروس كورونا إلى حياتنا؟
وكشفت محللة السلوك ليال أبو سعد أن جائحة كوفيد-19 جلبت العديد من الإيجابيات رغم الخسائر الفادحة، البشرية والمادية ومن بين تلك العادات الإيجابية هي ممارسة الأشخاص للأنشطة ومعرفة قيمة الحياة بشكل متوازي رغم ما تسبّب به الحجر الصحي الذي فرض على مئات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم.
وقالت أبو سعد أن الفيروس غير من وتيرة الحياة اليومية وعاداتنا وسلوكياتنا الاجتماعية، لكنها حملت في ثناياها فوائد وساهمت في خلق إيجابيات وسلوكيات جديدة لم تكن لتطرأ على حياتنا لولا ظهور هذا الفيروس.
فرغم قتامة الوضع الحالي بسبب انتشار فيروس كورونا وارتفاع عدد ضحاياه والقيود الاستثنائية التي فرضها وضع الحجر الصحي على حياتنا الاجتماعية، أبرزت هذه الأزمة الإنسانية جوانب إيجابية مثل روح التضامن بين الجيران وقضاء المزيد من الوقت مع الأسرة وتراجع الوتيرة السريعة للحياة اليومية وحتى انخفاض معدلي الاستهلاك وتلوث الهواء على مستوى العالم.