اعتبر النائب في البرلماني البلجيكي سامويل كوغولاتي، في حديث خاص لـ”أخبار الآن“، أنّ ما تقوم به روسيا في أوكرانيا انتهاك صارخ للقانون الدولي.
- الإتحاد الأوروبي قرّر منح الأوكرانيين تلقائياً الحق بالحصول على وضع خاص يمنحهم الحماية داخل الإتحاد
- النائب البلجيكي سامويل كوغولاتي: ثمّة أسباب قوية للعمل على ضم أوكرانيا للإتحاد الأوروبي
- كوغولاتي: علينا أن نؤمّن الحماية للمدنيين من دون أن يكون هناك أي تفرقة
- كوغولاتي: لا يمكننا أن ندع بوتين يعتدي على الأبرياء في أوكرانيا من دون حصول أيّ ردّة فعل
- كوغولاتي: الشعب الروسي عبّر عن شجاعة عارمة وجرأة كبيرة من خلال تظاهرهم في الشارع والوقوف ضد الحرب
وإذ ندّد بتلك الحرب، شدّد النائب البلجيكي على أنّ “الحرب الروسية على أوكرانيا جريمة عدوان وانتهاك للفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظّر استخدام القوّة العسكرية الأحادية الجانب، أو حتى التلويح باستخدامها، وذلك ما يحصل تماماً اليوم، فذلك الهجوم هو اعتداء من دون سابق استفزاز وغير مبرر، وأحادي الجانب، وتمّ باستعمال القوّة العسكرية ضدّ الأوكرانيين الأبرياء.
وتابع: “لذلك لنضع جانباً الحديث عن دخول أوكرانيا الإتحاد الأوروبي، وأظن أنّه من الأهمية بمكان ما الآن أن نوضح بشدّة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ ذلك الهجوم يجب أن يتوقف، وأنّ ذلك يكفي، وأنّه لا بدّ من التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق للنيران برّاً وجوّاً وبحراً، ولا بدّ من حماية المدنيين من تلك الإعتداءات”.
بموجب اتفاقات الشراكة مع أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا منذ العام 2014، أعتقد أنّه ثمّة أسباب قوية للعمل على انضمام أوكرانيا إلى الإتحاد الأوروبي، ولكن أودّ أن أقول إنّ أهم الأولويات اليوم هي إنهاء الحرب ووضع حدّ لسقوط الضحايا المدنيين.
كوغولاتي تعليقا على إمكانية اتخاذ الإتحاد الأوروبي قرارا بضم أوكرانيا
كوغولاتي: الإتحاد الأوروبي قرّر منح الأوكرانيين تلقائياً الحق بالحصول على وضع خاص يمنحهم الحماية داخل الإتحاد، ما يعني أنّ التقدّم بطلب للحصول على اللجوء ليس ضرورياً
وحول ما إذا كانت أوروبا تعلّمت من دروس الماضي في ما يخص اللاجئين جرّاء الحروب، لا سيما من سوريا ومؤخراً أفغانستان، ردّ كوغولاتي بالقول: “لقد قرّر الإتحاد الأوروبي في الحقيقة منح كلّ المواطنين الأوكرانيين تلقائياً الحق في الحصول على وضع خاص يمنحهم الحماية داخل الإتحاد الأوروبي، وذلك يعني عملياً أنّه ليس بالضرورة أن يتقدّم كلّ القادمين من أوكرانيا بطلب للحصول على اللجوء، وهكذا يكون كلّ القادمين قادرين على إيجاد ملاذ آمن في الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي”.
وفي ذلك السياق شدّد على أنّ “كلّ اللاجئين من دون أيّ تمييز مبني على العرق أو الجنس أو الدين، هم على الرحب والسعة في الإتحاد الأوروبي. فنحن علينا أن نؤمّن الحماية للمدنيين من دون أن يكون هناك أي تفرقة بين مدنيين ذي بشرة داكنة أو فاتحة. الكلّ مرحب بهم واليوم أولويتنا هي حماية العائلات والأبرياء في مقدمتهم النساء والأطفال”.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان الإتحاد الأوروبي يتريّث في اتخاد قرار ضمّ أوكرانيا إليه تجنّباً لخطوةٍ روسية غير محسوبة، قال كوغولاتي: “لا بدّ أن نوضح أنّه لا يمكننا أن ندع الرئيس فلاديمير بوتين يعتدي على الأبرياء في أوكرانيا من دون حصول أيّ ردّة فعل، وكنّا قد أوضحنا أنّنا لن نرسل أيّ قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، إلّا أنّنا صرحنا بكلّ وضوح أنّنا سنقدم كلّ المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب الأوكراني، وأنّنا سنطبّق المادة 51 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة حول مبدأ الدفاع الجماعي عن النفس. لدى أوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها بوجه الغزو الروسي والإعتداءات الروسية غير الشرعية، وبالتالي في ذلك الإطار أظنّ أنّه من الشرعي أن تقدم الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي أسلحة لدعم القوات المسلحة الأوكرانية”.
هل العقوبات القاسية على روسيا كافية؟
ولفت النائب البلجيكي إلى أنّ “تلك العقوبات التي تمّ فرضها على روسيا غير مسبوقة تماماً في التاريخ، إذ تمّ استهداف كلّ القطاعات الحيوية في الإقتصاد الروسي كي نوضح بشدّة لبوتين أنّ انتهاكه للقانون الدولي مكلف، وستكون له كلفة إقتصادية، وتلك الخطوات يجب أن تتمّ بشكل واضح”.
وأضاف: “هنا أودّ أن أعرب عن فخري الكبير بالردّ القوي والموحّد الذي تجلّى بفرض كلّ تلك العقوبات من قبل كلّ دول الإتحاد الأوروبي وشركائها أيضاً، أي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ونيوزيلندا، وحتى إمارة موناكو وسويسرا.
لذلك أعتقد أنّ كلّ شيء بات واضحاً اليوم. كما أودّ أن أشددّ على أنّنا لا نريد استهداف الشعب الروسي ولا المدنيين الروس. نحن نريد استهداف النظام أي نظام فلاديمير بوتين الإستبدادي وغير الديمقراطي”.
وتابع: “هنا أعرب عن تضامني مع كلّ المواطنين الروس الذين عبّروا عن شجاعة هائلة وجرأة كبيرة من خلال تظاهرهم في الشارع. إنّ تظاهرات الشعب الروسي هذه ضدّ الحرب في أوكرانيا تعطينا أمثولة عن شجاعة الشعب الروسي، لذلك آمل في الأيّام المقبلة أن يحصل تغيير في سياسات الحكومة الروسية لأنّ ذلك ما نودّ أن نراه. علينا أن نوقف الهجوم ونتوصل إلى وقف إطلاق نار لإنقاذ الأرواح ولحماية العائلات في صفوف المدنيين الأبرياء”.
كوغولاتي: لا يمكننا أن نسمح لأيّ زعيم في العالم أن يقوم بتغييرات كاملة وأحادية الجانب لأنّه يسعده أن يغيرّ حدود أيّ دولة في العالم
وشدّد كوغولاتي على أنّ العالم يجب أن يهتم بما يحصل في أوكرانيا لأنّ “ذلك الإعتداء هو اعتداء صارخ ليس فقط على الديمقراطية في أوكرانيا، لكن أيضاً على القانون الدولي”، قائلاً: “لا يمكننا أن نسمح لأيّ زعيم في العالم أن يقوم بتغييرات كاملة وأحادية الجانب لأنّه يسعده أن يغيرّ حدود أيّ دولة في العالم. تخيلوا فقط أن يقرر أيّ زعيم في أوروبا أو روسيا أو الولايات المتحدة أن يغيّر بالكامل وبشكل أحادي الجانب بمنطق القوّة العسكرية حدود دولة عربية مثلاً، سيكون ذلك خطوة غير شرعية تماماً. بالتالي ما علينا فعله الآن هو أن نفرض احترام القانون الدولي ومبادىء عدم شنّ أيّ اعتداءات ومبدأ السلام وعدم استخدام القوة وميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان”.
ما الذي يريده بوتين في أوكرانيا؟
في ذلك السياق، قال غولاتي لـ”أخبار الآن” إنّه “من الواضح أنّ بوتين لا يهاب القوّة العسكرية أو المخاطر التي تمثّلها أوكرانيا… ما يخيفه حقاً ويعيق مشاريعه التوسعية والإمبريالية في روسيا هو مجرّد التفكير بأن يقوم الشعب الأوكراني بالدفاع عن ديمقراطيته واستقلاله ومبادىء حقوق الإنسان والحريات الخاصة به. هذا هو حقاً ما يخيفه ويشكّل مخاطراً لمشاريعه ونظامه. لهذا السبب نحن كأوروبيين علينا أن نقف بجانب الشعب الأوكراني وندافع عن مبادىء الديمقراطية”.
وتابع: “إنّها مسألة إنقاذ أرواح مدنيين أبرياء، فتلك الحرب لم تندلع بسبب إثارة أحد في أوكرانيا أو أوروبا لها، ليس هناك من أوروبي واحد يريد الحرب مع بوتين ولا يريد أحد الحرب مع الشعب الروسي. نحن نحب السلام وكانت أوروبا قارة محبّة للسلام منذ عقود ونريد حماية قيمة الديمقراطية. لذلك نرجوكم وقف الحرب ووقف إطلاق النار وسقوط الضحايا من المدنيين”.
“ماذا لو ربح بوتين الحرب في أوكرانيا”؟
ردّاً على ذلك السؤال قال كوغولاتي: “لا أظن أنّ بوتين سيربح تلك الحرب يوماً، من الواضح أنّ بوتين قادر على إسقاط عدد كبير من الضحايا، وعلى تدمير مساكن المدنيين والمستشفيات، وعلى قتل الأطفال والأمهات، لكن ما سيعجز عن قتله هو طموح الشعب الأوكراني، وبشكل أوسع طموح الأوروبيين نحو الديمقراطية والسلام والحريات”.