أخبار الآن | الحويجة – العراق – (حسام الأحبابي)
بينما كانت الحويجة والمناطق التابعة لها خاضعة لإحتلال داعش لأكثر من ثلاث سنوات، سعى هذا التنظيم لإستغلال كل ما فيها من مقدرات زراعية، حيث تـعرف بمساحاتها الخضراء بهدف تمويل عملياته الى جانب النفط الذي تاجر فيه.
أخبارُ الآن تكشف اليوم وثائق توضح كيف استغل داعش خلال إحتلاله الحويجة المزارع وكيف منع الفلاحين من التصرف بها قبل إستحصال موافقات مباشرة منه، وعلى النحو التالي:
لم يسمح داعش بزراعة الأراضي قبل موافقته حيث كان يفرض هذا الإجراء بغض النظر عن كون هذه الأراضي ملكاً صرفاً أو عقداً زراعياً.
من المعروف أن الحويجة تشتهر بزراعة القمح والخضروات، إلا أن داعش منع جني المحاصيل الزراعية دون موافقته التي تتضمن دفع الفلاحين ضرائب له.
إستخدام أية آلية زراعية لا يتم قبل إستحصال موافقات من داعش، حيث كان التنظيم يسعى الى إستحصال نسب من أجور الآليات الزراعية الخاصة التي تعمل بالأجر في المزارع، فضلا عن إستحصال ضرائب من إستخدام هذه الآليات حتى إذا كانت مملوكة لصاحب المزرعة.
بناء على ما جاء في الوثائق التي حصلنا عليها فإن الموافقات الرسمية التي أصدرها ما كان يسمى بديوان الزراعة لدى داعش في قضاء الحويجة مقابل الأنشطة الزراعية كانت تشمل دفع رسوم لقاء أي عملية تشغيل، إلى جانب إجبار المزارعين على إستخراج نسب أرباح يحددها التنظيم من كل أرض أو آلية زراعية.
يشار الى أن الأهداف الرئيسية لداعش من هذه الإجراءات كانت بالدرجة الأساس تمويل عملياته الإرهابية وبضمنها منافع لقادة من التنظيم إستحصلوا أموالاً من المزارعين على شكل أتاوات لاسيما في منطقة الزاب التابعة للحويجة من جهتها الغربية.
لم يكتف قادة داعش في الحويجة بهذه الإجراءات بل صادروا الأراضي والآليات الزراعية المملوكة لمواطنين نزحوا من القضاء هربا من إرهاب التنظيم عقابا على ما كان يصفه التنظيمُ بهجرة دولة الخلافة خاصة أراض مملوكة لمنتسبي الأجهزة الأمنية، حيث كان يعرض هذه الأراضي والمزارع للبيع أو الإيجار لمسلحيه أو أي شخص يوافق عليه التنظيم.
حتى الزراعة لم تسلم من داعش فشمل إرهاب هذا التنظيم إستغلالَ مقدرات الحويجة بهدف تمويل عملياته إنطلاقا منها و من مدن كانت خاضعة لإحتلاله، وهو الأمر الذي تسبب بتجويع الأهالي وبتخريب مزارع كانت قبل إحتلاله توصفُ بسلة العراق الغذائية.
إقرأ أيضاً: