أخبار الآن | سرت – ليبيا (محمد عقوب)
لم يكن "قُصي" وهو يحمل كتبه بين يديه يتوقع المجيء لمدرسته المدمّرة من جراء وحشيّة وإرهاب داعش … في بداية هذا العام الدراسي الأول بعد طرد التنظيم من المدينة يجد الطلاب أنفسهم وقد بدأ عامهم الدراسيّ وهم على هذه الحال … فمدرسة شهداء تاقرفتهي إحدى مدارس سرت التي شهدت تدمير ممتلكاتها ومرافقها … يأتي الأطفال في مثل هذه الظروف الصعبة متحدّين بذلك ما تسبب به الإرهاب وهم لا يمتلكون أبسط أدوات التعليم والقراءة في فصولٍ دراسيّة أضحت لا تصلح للدراسة.
الطالب إبراهيم أحمد يقول لنا بأن بداية العام الدراسي سيكون صعباً خاصة وأن معظم مرافق المدرسة لم تتم صيانتها بعد من الدمار الذي لحق بها جراء إرهاب داعش الذي عانينا منه كثيراً فكان يرهب الجميع هنا عندما سيطر على المدينة ولم تقتصر وحشيته وإرهابه على البيوت والمرافق العامة فقط وإنما وصلت به الوحشية إلى تدمير مدارسنا ومستشفياتنا أيضاً.
لدى تواجدنا في أول أيام الدراسة بهذه المدرسة كانت تجري عملية توزيع الحقائب المدرسيّة على التلاميذ الذين وإن وجدوا في هذه المبادرة التي نظمها المجلس البلدي بالمدينة عزاءً لما فقدوه من كتبهم وأدواتهم إلّا أنّهم لن يجدوا تعويضاً عمّا لحق بمدارس المدينة من دمار وأضرارٍ جسيمة سبّبها تنظيم داعش.
"الأستاذة بنينة علي الغزالي مديرة المدرسة تقول بأن المدرسة يعلوها ستار الحرب بعد ما تعرضت له من تدمير على أيدي هؤلاء الإرهابيين الذي سيطروا على المدينة ونحن الآن نسعى للتواصل مع الجهات المحلية ممثلة في المجلس البلدي للمدينة للتعجيل في عملية صيانة وترميم الأضرار والنوافذ والأبواب".
السيد مختار المعداني رئيس المجلس البلدي لسرت يقول بأن المجلس قد وجه بالفعل خاطاباً عاجلاً للمسؤولين بمراقبة التعليم حول أهمية البدء في عملية الصيانة الفورية للمدارس المتضررة من حرب داعش والتي بلغ عددها 12 مدرسة تحتاج لصيانة عاجلة وبعضها قد دُمّر بالكامل".
تحدٍّ يحمله هؤلاءالتلاميذ اليوم أمامأوجه الظلام الذي حاول تنظيم داعشأن يزرعه في مدينتهم ليكونوا بصيص الأمل للمدينة التي تنتظر مواصلة مسيرة البناءوالعطاء برغم المصاعب والظروف الصعبة.
إقرأ أيضاً: