أخبار الآن | تلعفر – العراق (حسام الأحبابي)
قبل أن تحرر القوات العراقية تلعفر غربي الموصل والطرق الدولية المؤدية من خلالها الى حدود العراق مع سوريا كان قادة داعش ومقاتلوهم العرب والأجانب يتخذون من هذه الطرق منافذ رئيسة للتنقل بين الرقة والموصل وكانت أهمها طريق الكسك – العياضية ومنهما الى الحدود العراقية السورية.
حين يمر إنسان للمرة الأولى من هنا يعتقد أن هذا الطريق ليس سوى شارعاً تتخذ منه السيارات والمارة مسلكاً يؤدي الى مدن أو يربطها بحدود دول مجاورة, لكن إحتلال داعش لمحافظة نينوى حمل أسراراً في هذا الجزء من شمال العراق , فمن هنا كان يمول التنظيم عملياته الإرهابية في العراق وسوريا , وفي هذا المكان المؤدي للحدود العراقية السورية كان يتنقل كبار قادة داعش العرب والأجانب والمحليون بين معاقلهم في الرقة والموصل قبل أن يتخدونه منفذاً رئيساً للهروب قبيل إنطلاق عمليات تحرير تلعفر.
خلال مرورنا من هنا رصدنا سيارات عسكرية كان داعش قد إستحوذ عليها عند بإقتحامه معسكرات الجيش العراقي أثناء فترة إحتلاله الموصل حيث قام بتفخيخها ونشرها على هذا الطريق الى ناحية العياضية محاولاً عرقلة تقدم القوات العراقية حتى بات محرراً بالكامل ومتاحاً للإستخدام من دون مخاطر.
خلال تجولنا في هذا المكان تبادلنا الحديث مع أهالي منطقة بادوش الواقعة بين تلعفر والموصل كونها محاذية للطريق الواصل مع حدود سوريا , حيث أدلى هؤلاء الناس بشهاداتهم عن كيفية إستغلال قادة داعش ومعظمهم عرب وأجانب لهذا الطريق وكيف كانوا ينقلون أسلحتهم ومعداتهم و يتناقلون بمسلحيهم بين الرقة والموصل حتى قبل أيام قليلة من وصول القوات العراقية.
قبيل عزل القوات العراقية تلعفر عن الموصل كان داعش قد أنشأ طريقاً بديلاً في هذه المنطقة إنطلاقاً من ما تسمى دورةُ الكسك , إذ تحدث إلينا مواطنون من قرى بادوش عن قيام التنظيم بفتح منفذ آخر لقادته ومسلحيه العرب والأجانب أوصلَ من خلاله جزءاً من صحراء الجزيرة بمنطقة بالقيروان أو ما تسمى بليج التابعة لناحية البعاج ومن هناك هرب عدد منهم عبر البادية الى الحدود العراقية السورية ثم الى معاقلهم في الرقة ودير الزور.
من يمر بهذا الطريق الدولي الرابط بين العراق وسوريا يعرض نفسه للإعدام من قبل داعش حتى الساعات الأخيرة التي سبقت تحرير الجيش العراقي هذا المكان, والسبب الرئيس في ذلك هو خشيةُ قادة التنظيم من إيصال مواطني المناطق المحاذية لهذا الشارع معلوماتٍ إستخباريةً الى القوات العراقية عن تحرك مقاتليه لاسيما الأجانبُ الذين إستقدم داعش عدداً منهم لإدارة عملياته في الموصل وتلعفر.
اقرأ أيضا:
داعش يوقظ ذئابه المنفردة نحو أسلوب هجومي جديد