أخبار الآن | مخيم الركبان – الحدود السورية الأردنية (عبد الحي الأحمد)
لا حدود لمعاناة الشعب السوري يمكن أن تحيط بها وسائل الإعلام، فَعِظمُ المأساة التي يعانونها دفعت عشرات الآلاف منهم إلى اللجوء للصحراء بأخطارها وأخطار الوصول إليها.
مراسلنا عبد الحي الأحمد إستطاع الوصول إلى مخيم الركبان الواقع قرب الحدود السورية الأردنية ليرصد لنا أحوال النازحين هناك ومحاولات تنظيم داعش المتكررة لإرهابهم.
يقول أيمن أبو ملك " هاجموهم بالسوق، بسوق المدنية وقتلوا منهم سبعة مدنية واربع عشر جريح"، لم يكن أيمن يعلم أن هذا اللقاء التلفزيوني سيكون الأخير في حياته، فلم يسعفني الوقت لأنقل شهادته حياً إلى العالم عبر أخبار الآن.
إقرأ: مراسلنا: إنفجار سيارة بمخيم الركبان على الحدود الأردنية
تحدث إلينا أبو ملك حينها عن تفجير دموي لداعش في سوق هذا المخيم، ومن سخريةِ القدرِ أن يقتل نفسُ الشخصِ بنفسِ المكان على يد التنظيم ذاته.
في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية كان أيمن يتولى مهمةَ حِمايةِ القاطنين هنا، كان شاهداً وبات الآن هو الخبر، فقد قتل خمسةَ عشرَ شخصاً آخرين معه جلهم مدنيون في هجوم إهابي بسيارة ملغمة قبل أيام ليحمل رفاق سلاحه الراية عنه.
يقول عبد العزيز النمر وهو مقاتل في جيش أحرار العشائر "دورنا كجيش حر في مخيم الركبان هو حماية المدنيين العزل يلي هربوا من القصف والطيران وتشردوا وإجاهم تنظيم داعش حاول يخليهم تحت سيطرته".
يناهز سكان هذا المخيم مِئةَ ألفِ نازح سوري عبروا مئاتَ الكيلو مترات في هذه الصحراء هاربين من جحيم داعش وإجرام الأسد، البعض منهم لم يحالفه الحظ حتى في الوصول فإما قُتل وإما إعتقل على الطريق، في حين لم يجد الواصلون أمانهم المنشود.
أما أحمد محمود وهو نازح من مدينة تدمر اصيب جراء تفجير لداعش يقول" كنت اشتغل بالنقطة الطبية وتعرضنا لتفجير إنتحاري داعشي فجر حاله بموتور بالنقطة الطبية وحطم المكان كامل وما خلى أثر ماتوا إثنين من أصدقائي وأنا اتصوبت برجلي وبإيدي وبراسي".
أبو قاسم هو نازح آخر تحدث لمراسل أخبار الآن بأن " الأشخاص يلي الهم حدا برى يبعثلوا بياكل ويلي ما عندو والله في ناس من المزابل بتاكل من المزابل، أكثر من خمس شهور صارلنا ما شفنا شي من المفوضيات أو الأمم المتحدة".
داخل أسوار المخيم الافتراضية، يعيش القاطنون ضمن مجتمع سوري مصغر يسوده الفقر الشديد، والرعب المتواصل لا يخفف من هون ذلك عليهم، سوى جرعات من الأمل بتحرير بلداتهم وتمزيق هذه الخيام.
بين ضنك العيش وصعوبة البقاء في مناطقهم، لم يجد هؤلاء النازحون خياراً أفضل من عبور طرق الموت للبحث عن حياة كريمة وآمنة.
إقرأ أيضاً: