أخبار الآن | فيض أباد – أفغانستان (حصري)
تشهد مناطق الحدود الأفغانية – الباكستانية في ولاية بدخشان، منذ أسابيع، معارك شديدة بين طالبان وقوات الحكومة الأفغانية.
قادة عسكريون ميدانيون أفغان أكدوا أن جماعة طالبان تنفّذ هجماتها الأخيرة بتعاون مع مقاتلين لداعش. وبنهاية شهر أبريل الماضي سقطت مديرية زيباك في ولاية بدخشان بيد طالبان، وسيطرت الجماعة على مناطق واسعة في مديرية إشْكاشم، لكنّ القوات الحكومية الأفغانية تمكنت من تحرير معظم مناطق إشْكاشم من يد طالبان، ويتحدث المسؤولون العسكريون عن استعدادات لشن عمليات من أجل استعادة كامل المنطاق من يد طالبان.
وسط هذه الأجواء ، "أخبار الآن" رافقت فرقة من الجيش الأفغانيّ.
من مدينة فيض آباد انطلقت هذه المروحية وعلى متنها مسؤولون عسكريون كبار على رأسهم نائب وزير الدفاع الأفغاني الجنرال أفضل أمان وكاميرا أخبار الآن.
هذه المروحية كانت واحدة من سرب مروحيات مقاتلة للجيش الأفغاني انطلقت في جولة استطلاعيةعلى خطوط التماس مع طالبان في مديرية إشكاشم
المعارك الأخيرة بين طالبان والقوات الأفغانية، تأتي في ذروة التصعيد العسكري بين الطرفين، لأن الحكومة تحاول جاهدة تضييق الخناق على طالبان بعد إبرام اتفاقية سلام مع الحزب الإسلامي المسلح، و طالبان ، من جانبها، تتوعد بعمليات عسكرية أعنف في الصيف المقبل
المناطق الجبلية الوعرة ذات الجغرافية الصعبة في الشمال الشرقي الأفغاني توفر ملاذا آمنا لعناصر طالبان التي تخوض حرب عصابات ضد القوات الأفغانية . وبعد أن كانت ولاية بدخشان من أكثر المناطق الأفغانية أمنا، أصبحت الآن ساحة معركة شرسة بين الحكومة وطالبان. المسؤولون يتحدثون عن معنويات مرتفعة للقوات الأفغانية، في حربهم على طالبان، ويعتبرون النزوح السكاني الواسع من مناطق سيطرة طالبان، مؤشرا قويا على أن شعبية الجماعة أصبحت في أدنى مستوياتها، وذلك بسبب عنف وغطرسة وتعسف تمارسها طالبان ضد المواطنين .
على الخطوط الأمامية للمعارك تهبط المروحيات العسكرية الأفغانية التي رافقتها ألأخبار الآن حيث التقينا قائد عام القوات الأفغانية الخاصة التابعة لوزارة الدفاع الجنرال جلال يفتلي الذي أكد لنا أن طالبان تتكبد خسائر بشرية فادحة في مواجهة القوات الحكومية قائلا.
معنويات جنودنا مرتفعة، ونخوض حربا ضروسا ضد أعداء البلاد. لقد آثرنا الموت على الحياة كي نسجل انتصارا لشعبنا الأبي. الوضع الميداني في صالح القوات الحكومية، وخسائر العدو كبيرة للغاية. ففي المواجهة الأخيرة، كان أكثر من 200 مقاتل أجنبي يقاتلون إلى جانب طالبان، وواجهوا هزيمة نكراء. فقد أسفرت المواجهة عن مقتل 80 مقاتلا من طالبان، بينهم أكثر من 60 مقاتلا أجنبيا. نحن أيضا فقدنا 6 من جنودنا وجُرح 7 آخرون. لكن بعون الله نستمر إلى تحقيق الأمن والاستقرار والانتصار.
وفي معلومة تكشفها لكم "أخبار الآن" ، أكّد قادة ميدانيون أفغان لـ"أخبار الآن"، بأنهم وخلال معارك أخيرة حصلوا على شواهد تُثبت تعاونا وتحالفا بين طالبان وداعش في مواجهات وقعت بمديرية إشكاشم. ويرى الجنرال أفضل أمان نائب وزير الدفاع، الأمر مؤامرة إرهابية قوية، مشيرا إلى ثقته التامة بقدرات الجيش الأفغاني لدحر هذه المؤامرة و كان هذا ما قاله.
القوات الأفغانية صدّت هجوما كبيرا لطالبان وداعش في هذه المنطقة. قواتنا الباسلة تقوم بالواجب الوطني لدحر الجماعات الإرهابية، ولاحظنا هنا بأن أكثر من 200 أجنبي يقاتلون إلى جانب طالبان، وهو إن كان يدل على شيء، فإنه يدل على مؤامرة ضد البلاد، تشترك فيها طالبان مع داعش. لدينا شواهد تدل على تعاون ميداني لطالبان وداعش، خلال المعارك الأخيرة في زيباك وإشكاشم. لكننا ومع إدراكنا لحجم المسؤولية نقف بشكل قوي لنصد تقدمهم نحو المناطق المركزية، وسوف تطردهم القوات الأفغانية من هذه المناطق أيضا
احتلال طالبان لعدد من المناطق خلّف ظروفا معيشية صعبة نتيجة النزوح السكاني لمئات المواطنين هربا من الحركة ، كما أكد لنا نائب رئيس المجلس المحلي في بدخشان طلب قادري قائلا
احتلال طالبان لزيباك أدّى إلى نزوح ما يقرب من 700 شخص، وهم مع عائلاتهم يواجهون مأساة حياتية يومية نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة. على الحكومة والمؤسسات أن تعمل على إيصال مساعدات أولية لهؤلاء الذين شرّدتهم الحرب في المنطقة
يبقى أن العامل الجغرافيّ للمنطقة يبقى رئيسا مع الحدود المشتركة الطويلة لولاية بدخشان مع كل من باكستان، والصين وطاجكستان ما يثير قلق إلى أفغانستان أكثر من دولة جارة وغير جارة، وأهمية مديرية زيباك وإشكاشم، جعلتهما مطمحا كبيرا لعنف طالبان عن هذا تحدث أحمد شاه زيغم حاكم مديرية زيباك فقال
مديريتا زيباك وإشكاشم، لهما أهمية استراتيجية كبيرة. احتلال طالبان لهاتيْن المديريتين سوف تمهد الطريق للجماعات المتشددة لإحداث مشاكل أمنية للصين، ودول آسيا الوسطى، كما وهي تفتح لهم طريق تواصل مع باكستان.
اقرأ أيضا:
الجيش الأمريكي يعلن قتل أميرين لداعش خلال تسعة أشهر