أخبار الآن | سرت – ليبيا (محمد عقوب)
لا يزال سكان مدينة سرت الليبية يعيشون المعاناة من مرحلة احتلال داعش التي مرت عليهم وما خلفه هذا التنظيم الإرهابي من نتائج كارثية على حياتهم، هذه المرة الكارثة التي يعيشها المواطن في سرت تنبع من تكدس جثث مقاتلي داعش تحت أنقاض الأبنية بعد معارك التحرير العنيفة، وهذه الجثث تسبب الضيق والأمراض والأوضاع البيئية الصعبة للمواطنين.
سكان سرت بعد أن ذاقوا مرارة النزوح لأشهر خارج المدنية، الآن يفضلون البقاء في مساكنهم بالرغم من بعض المناطق التي باتت محظورة وغير صالحة للعيش فيها نظراً لوجود ألغام وجثث تعود لمقاتلي تنظيم داعش مازالت تحت ركام البيوت.
إقرأ: دولة السرافة تجسد حقيقة وحشية داعش من خلال المسرح
يقول المواطن محمّد علي بالقاسم الذي تضررت ابنته جرّاء روائح الجثث المنتشرة تحت أنقاض البيوت المجاورة للحي ّالذي يسكن به، بأنه ومنذ رجوعه منزله في الحيّ 3 وهم يعانون من صعوبة في التنقل والخروج من البيت بسبب انتشار الجثث التي تعود لمقاتلي داعش، والعديد من الأطفال من جيرانه في الحي منزعجون من هذا الأمر وهم لا يستطيعون إيجاد سكن بديل عن مقر سكناهم الحالي لعدم توفر سيولة مالية ما يضطرهم إلى عدم الإيجار في منازل أخرى.
في الحيّ رقم 3 والذي لا يبعد سوى بضعت أمتار عن الحي ستمائة وهو الحي الذي لاتزال به جثث لم يتم انتشالها من بين ركام البيوت، تسببت في مشاكل صحيّة يُعاني منها أفراد هذا الحيّ.
ويقول ماجد الشاب الذي يقطن بالحي 3 والقريب من الحي 600 حيث توجد العديد من البيوت المدمّرة وتحت أنقاضها جثث لم يتم استخراجها، ويطالب منظمات كجمعيّة الهلال الأحمر الليبي والصليب الأحمر بالعمل على إزالتها حتى يتمكنوا من التنقل بسهولة، ويقول بأنّ فرع جمعيّة الهلال الأحمرالليبي قام خلال الفترة الماضية بإزالة عدد من الجثث ولكن لم يتمكن من استكمال عمليات الاستخراج بسبب نقص في الإمكانيات، نظرا لما تحتاجه من آلات حفر وأفراد آخرين يساعدون أفراد الجمعيّة.
تبِعات احتلالِ تنظيمِ داعش للمدينةِ ومُحاربتِه لمدّةٍ استمرت ثمانية أشهر مازال يُعاني سكان سرت من تبعاتها، بالرغم من المحاولات التي أبداها فرع جمعية الهلال الأحمر ومنظمات إنسانية أخرى لإنهاء المعاناةِ التي يأمَلُ سكانُ سرت بأن لّا تطول.
إقرأ أيضاً:
مدينة سرت تنفض غبار الحرب عنها بعد القضاء على داعش
سرت تنير من جديد بعد إصلاح محطات الكهرباء التي دمرها داعش