أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حسام الأحبابي)
بينما تقترب القوات العراقية من تحرير جامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم داعش أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة في الموصل القديمة، يتقاتل قادة هذا التنظيم فيما بينهم ويتبادلون الإتهامات حول أسباب إنهيار داعش في العراق وقريباً في سوريا.
منذ أن أصبح قادةُ داعش في الموصل على درايةٍ تامة بأن تنظيمهم زائلٌ في العراق وأن إمتداد نفوذهم لا يتجاوز السبعة بالمئة من مساحته فضلا عن علمِهم بالرسالة التي وصلت الى ما يسمى "بمجلس شورى المجاهدين" من قيادي كبير تحدث فيها عن أسباب إنهيار داعش في العراق وقريباً في سوريا، تصاعدت على نحو متسارع الخلافاتُ بين المحليين من قادة التنظيم في الموصل وبات كلُ واحد يستهدف تابعيه ويتبادل معه الإتهام بشأن إنهيار داعش.
إقرأ: واشنطن تايمز: البغدادي وقادة داعش يفرون إلى دير الزور
اليوم تكشف "أخبار الآن" نوعاً جديداً من الصراع الدائر بين قادة داعش في الموصل وتحديداً في جانبها الأيمن، إذ تشير إحدى هذه الوثائق الى إستياء مقاتلين في داعش من قادتهم ويعدون تصرفاتهم السبب الرئيس لخسارة الموصل، وتبين الوثيقة التذمرَ من قيادي يـُلقب "مثنى أبو الحارث" وهو مسؤولٌ بما تـُسمى أمنية التنظيم فيؤكدون أنه يتعدى على "الرعية" أي الأهالي ويعتقلهم ويعذبهم في السجون دون أوامر قضائية فضلا عن إهانتهم ومداهمة بيوتهم.
الخلافات والصراعات بين قادة داعش في الموصل باتت مفضوحة حتى أمام أهالي المدينة، إذ تؤكدُ وثيقةٌ أخرى قيام تابعين لمسؤول بما تـُسمى أمنية التنظيم يدعى "أبو حسن تهريب" بالقفز على صلاحيات القادة الآخرين عبر مداهمات عشوائية لمنازل مقاتلين في داعش بمنطقة أسماها التنظيم "حي الزرقاوي" وإعتقال ذويهم خلال وضع يسمونَه "النفير العام" أي خلال عمليات تحرير الموصل.
لم تبلغ الصراعات بين قادة داعش في الموصل حد مداهمة منازل مقاتلي التنظيم أو مراقبة تابعيهم فقط بل ملاحقتُهم وإعتقالُهم في الشوارع وأمام أهل الموصل، وهنا يكشف مقاتلٌ بكتيبةٍ تـُسمى "تصنيع الشمالية" التابعة لداعش وإسمه "ميَّسر خليل" يكشف عن قيام مقاتلَين إثنين ممن وصفهم بأفراد الأمنية وهما "محسن وبارق" قيامهم بالتعرض إليه وإلى أصدقائه في الشارع ومن دون سبب إلا عجرفتِهما على حد تعبيره.
هذه الإنقسامات التي نخرت جسد داعش بعد إعتراف قادته بالإنهيار المحتوم جعلت من القادة الآخرين يتقاتلون فيما بينهم، وبعد أن كانوا يسرقون أهالي الموصل ويغتنمون ممتلكاتهم, بات هؤلاء القادة يتسابقون على غنائم دواوين التنظيم في هذه المدينة قبل أن يتم تحرير جانبها الأيمن، بينما بات الآخرون محاصرين بين مصيرٍ مجهول وآلةٍ حربيةٍ عراقية لن تتوقف حتى إعلان التحرير.
إقرأ أيضاً: