أخبار الآن | طهران – ايران (علا مسعودي)

أُُعلنت في طهران حالةُ الطوارئ بسبب ازدياد تلوثِ جوها كثيرا، وإلى حد دفع السلطاتِ إلى إيقاف العمل في الدوائر الحكوميةِ وتعطيلِ المدارس والحد من حركة السياراتِ في الشوارع. وقد دفع هذا الأمرُ بالإيرانيين إلى مطالبة الحكومةِ بحلول جذريةٍ للحد من انبعاث الغازاتِ المسببة لهذا التلوثِ الذي يقتلُهم بصمت وبطء.

لم تخضعْ سحرُ لعملية جراحية، وفرهادُ ليس طبيبًا يضعُ كمامة في مستشفى للأمراض المعدية بل هما من عائلةٍ تُمارسُ  الرياضةَ الصباحيةَ في إحدى حدائقِ طهرانَ، وفي جو بلغ التلوثُ فيه مداهُ وهو ما أجبر السلطات على تعطيل الدراسة، والعملِ في المؤسسات الحكومية.

سحر مُحبي تتحدث عن التلوث "جئتُ مع عائلتي صباحَ اليوم لممارسة الرياضة بالرَّغم من أن التلوثَ شديدٌ، ويبدو أن العُطلَ والحلولَ الأخرى لم تُجْدِ نفعًا"، ويقول فرهاد مُحبي "بالرَّغم من أننا نمارسُ الرياضةَ كلَّ يومٍ نشعرُ بسبب التلوث وكأننا نعاني آلامًا في القلب والقصباتِ الهوائيةِ أيضًا".

الصورةُ في يمين الشاشة تُظهِرُ طهرانَ قبلَ أيام والصورةُ الأخرى لطهران الآن. فمشكلةُ التلوث تبلغُ أوْجَها في فصل الخريف الذي تتساقطُ فيه أوراقُ الاشجارِ التي تكوِّنُ كحاجزًا طبيعيًا، وتوقفُ الرياحَ الموسمية التي تدفعُ بسُحب التلوث بعيدًا.

تشعرُ هنا وكأنك في تشرنوبل الروسيةِ أو قربَ غابةٍ يتصاعدُ دخانُ حرائقِها،  فقد تغيرتْ حقًا ملامحُ العاصمة الإيرانية، ولكنْ هل من جديد جدَّ على الإجراءات المتخذةِ للحد من هذه المعضلة التي تتفاقمُ سنةً بعد أخرى؟

ويبحث خبراءُ البيئة في إيران بجدية تفاصيلَ الحلولِ الواجبِ اتخاذُها.

نائب مدير الإدارة الوطنية للمُناخ والتغيرات الجوية في إيران: مسعود زندي يشرح لنا "هناك إجراءاتٌ لابدَّ من اتخاذها فعلى سبيل المثالِ لجودة الوَقود المستخدمِ أهميتُها، وكذلك الحفاظُ على السيارة وتبديلُ محفز السيارةِ التي سارت ثمانين ألفَ كيلومترٍ  وكذلك تحديثُ خطوطِ النقلِ العامة"، فان هذا اللوحُ الإلكترونيُّ هو من يدقُّ ناقوسَ الخطر.

مسعود زندي –  نائب مدير الادارة الوطنية للمناخ والتغيرات الجوية في إيران: "مؤشراتُ التلوث الخمسةُ التي تشاهدونَها لم تسجلْ  تغيرًا خطيرًا كأول أوكسيد الكربون وأوكسيدِ الكبريت وأوكسيد النتروجين والأوزون وذراتِ الغبارِ، لكنَّ الأكثرَ كثافةً والتي تظهرُ هنا هي لذرات عوادمِ السيارات الدقيقة".

تفكرُ الحكومةُ الإيرانيةُ في نقل العاصمة بوزاراتِها ومؤسساتِها إلى مكان آخرَ، وهو حلٌ صعبٌ ماديًا قبل أن يكونَ معنويًا، لذا ستبقى هذه الكماماتُ الحلَّ الوحيدَ للايرانيين حتى لايستنشقوا السمومَ في عاصمتهم التي فرض عليها زِيٌّ من الدخان يغطيها من جميع جوانبها.

اقرأ أيضا:

نبض العرب: كيف يساهم الفرد في الحد من التغير المناخي؟

اتفاقية باريس للمناخ تدخل حيز التنفيذ