أخبار الآن | ريف دمشق- سوريا (جواد العربيني)
يَهلُ شهر رمضان الفضيل على كثير من السوريين، حاملا معه معاناة إضافية خاصة لأهالي ريف دمشق المحاصرين، ففضلا عن زيادة أسعار المواد الغذائية التي سبقت دخول الشهر الكريم، يصعب على الأهالي تحمل مشقة الصيام، في جو غابت عنه الروحانية، اثر القصف والحصار، وانشغال الاهالي بتأمين وجبتهم اليومية المفقودة أساسا.
قصة أم سندس وأم جاسم، تعكس قصص كثيرة مشابهة للأهالي في سوريا، وكيف سيستقبلون رمضان.
وجبةٌ واحدةٌ من الطعامْ لثلاثِ أُسرٍ في اليوم…… تختصرُ هذهِ النظراتُ جزءًا كبيرًا من فقرِهِم ومعاناتِهم.
في هذا المنزلِ الريفيِ البسيطِ يعيشونَ بأدنى مقوماتِ الحياة، حيثُ يترقبونَ ما سيحملهُ قادمُ الأيام، بعدَ كلِ ما خاضوهُ على مدارِ ثلاثِ سنواتٍ من صعوباتِ النزوحِ وفقدِ المعيلِ وإطباقِ الحصارِ الذي فرضَهُ الأسدُ ونظامُه.
تقول ام سندس نحنا نعيش كل يوم في يومه نحن اربع عائلات ومالنا معيل الا اخ واحد استشهد زوجي ولدي ست اولاد نحن نازحين منذ سنتين واراضينا الزراعية ذهبت مع الجيش ونحن هنا في منزل ليس لنا نعيش على وجبة واحدة يوميا دخلنا اليومي لايتجاوز ال200ليرة والاسعار بارتفاع والكل يعاملنا بالدولار يرتفع الدولار ترتفع الاسعار بينزل الدولار مابتنزل الاسعار.
في هذهِ الحظيرةِ تقومُ النسوةُ بصنعِ رغيفِ الخُبزِ اليومي، مستخدمينَ طحينَ الشعيرِ بدلاً عن الدقيقِ الأبيض، وفضلاتِ الحيواناتِ وَقوداً للنارِ، بدلاً عن الحطبِ أو الغاز.
حياتُهم الصعبةُ هذهِ ستمسي أكثرَ صعوبةً خاصةً مع قدومِ شهرِ رمضان، إذ يصعبُ تحملُ الصومِ في ظلِ هذه الظروفِ القاسية، ذلك فضلا عن أن تأمينَ قوتِ اليوم ليسَ مضمونا.
تقول أم جاسم نقوم بجمع الوقود من بقايا المواشي ونخبز على هذا الصاج لتامين الخبز لأربعة عشر شخصا في رمضان معاناتنا ستزداد اكثر مع الصيام والطبخ.
كلُ نظرةٍ من هؤلاءِ النسوة، تحكي قصةً عن وجعٍ سببهُ الأسدُ بقتلِهِ الناسَ وتشريدِهم وتجويعِهم، عندما طالبوا بالحرية.
أيضا: دمشق تتأرجح بين سعر الدولار وقدوم رمضان