أخبار الآن | دمشق – سوريا – (خاص)

 

تمكنت كاميرا أخبار الآن من دخول سوق العصرونية في دمشق، والتقاط صور حديثة وتسجيل بعض الفيديوهات منه، كما تم أخذ شهادات من بعض أصحاب المحال التجارية، الذين بدورهم أكدوا الروايات التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حول تعامل سلطات النظام مع الحريق.. المزيد في سياق التقرير التالي.

لايبدو أن صباح الثالث والعشرين من شهر نيسان أبريل من العام 2016 تاريخاً عادياً للعاصمة السورية دمشق .. هنا احترق سوق العصرونية العريق … حريق ُ اعتبر من أضخم الحرائق التي أصابت دمشق على مدى السنوات الماضية …  هنا حيث التهمت النيران قرابة الـ100 محل تجاري ..وتدخلت أكثر من 100 سيارة و150 رجل اطفاء لإخماده .. ولم تتم السيطرة على كامل الحريق إلا بعد 18 ساعة من اندلاعه !!! معطيات دفعت أهالي وتجار وناشطي دمشق لتوجيه أصابع الاتهام لسلطات النظام حول افتعالها الحريق ومن ثم تقصدها التأخر في اخماده لكي تكمل النيران على كامل السوق .. 

كاميرا الآن عاينت السوق بعد أسبوعين من الحريق الذي أصابه .. بدأنا من جهة القلعة  ..هنا لاتزال بعض الآليات تقوم بازالة الأنقاض ومخلفات الحريق الهائل ….ومن هنا يمكن المسير حتى مدخل الجامع الأموي الجنوبي والذي يواجه العصرونية من الشرق ويتصل بحارات ضيقة بسوق الحميدية التاريخي ..الذي يعتبر سوق العصرونية جزءً لايتجزأ منه .. 

يختص السوق ببيع التجهيزات المنزلية وألعاب الأطفال والمنظفات وهو من أكثر الأسواق اكتظاظاً في دمشق وتعرض للدمار والخراب أكثر من مرة أخرها كان في عهد الإحتلال الفرنسي لتتم إعادة إعماره على هيئته ماقبل الحريق …  تقدر عدد المتاجر في السوق بأكثر من 300 متجر وعدد كبير من المستودعات التي توزع بضاعتها إلى كامل مدينة دمشق..

خلال بحثنا عن دوافع النظام لحرق هذا السوق دون غيره .. أوضح لنا أحد أصحاب المحال التجارية هناك .. أن هذا السوق له موقع جغرافي هام بالنسبة لمقام السيدة رقية فهو الأقرب للمقام الذي تسيطر عليه مجموعة من المليشيات الشيعية .. والتي قامت بشراء قسم كبير من مساكن ومحال منطقة المقام  وأجبرت من رفضوا البيع على الرحيل تحت التهديدات المتواصلة .. وبعدها انتقلوا الى سوق العصرونية ليمارسوا ذات الضغوط بعد أن نجحوا في شراء منازل وممتلكات الدمشقيين في السيدة زينب بالكامل وجزء من جرمانا وحي زين العابدين في منطقة المهاجرين ..

 ويتحدث الأهالي في دمشق عن محاولة النظام هدم السوق بالكامل بحجة قدمه لكن ووفقا لما يقولون فإن اليونسكو رفضت ذلك على اعتبار أن السوق جزء من سوق الحميدية التاريخي والذي يصنف كجزء من التراث العالمي فيما تحدث أخرون عن طلبات ملحة من السفارة الايرانية في دمشق من عدد من كبار تجار دمشق  وعدد من أعضاء مجلس الشعب وبعض القوات الأمنية الموالية لايران لمساعدة المستثمرين الايرانيين بالتوسع في القطاع العقاري وخاصة في دمشق القديمة .. هذا عدا عن التهديات المباشرة إن لم يقوموا ببيع ممتلكاتهم هناك