أخبار الآن | الرمادي – الأنبار – العراق (معاذ الضيغمي)

تتكشف يوما بعد يوم الاعمال الانتقامية التي ارتكبها داعش في مدينة الرمادي بمحافظة الانبار حيث فجر منازل كثير من الأهالي، ومنهم الصحفي بلال عيد اذ دمر داعش منزله ومنزل عمه المجاور له .

السلطات الحكومية تقول ان هناك اعدادا كبيرة من المنازل فجرها داعش نكاية باهلها وان الدولة العراقية في الوقت الراهن غير قادرة على تعويض ممتلكات الاهالي بسبب حالة التقشف التي يمر بها البلد.  

 هذا الركامُ المتناثرُ هوَ كُلُ ما تبقى من منزلِ الصحفيِ العراقي بلال عيد الذي كان يقطنُ في مِنطقةِ الصوفية بقضاءِ الرمادي، بعدَ أن دَمرَ تنظيمُ داعش دارَهُ وسرقَ محتوياتِهْ بسببِ تغطيتِهِ الاعلاميةِ ومواكبتِهِ القواتِ العراقيةَ في محافظة ِ الانبار. يدخلُ بلال الى غرفةِ نومهِ المدمرةْ، ويقفُ على أطلالِها متأملاً جُدرانَها المدمرةَ والحُزنُ يملأ ُ قلبَه.

الصحفي بلال عيد يقول: " انا صحفي عراقي من قضاء الرمادي استهدفوني واستدفو منزلي  لانهم يحاولون منع الجميع سواء كان صحفي او طبيب او مهندس من مرافقة القطعات الامنية ويحاولون ايضا ان يجتذبون كافة الناس الى تنظيمهم. لم نعثر على  كفة اثاث المنزل اعتقد انهم قاموا بسرقته."  

لم يدمرْ داعش منزلَهُ فحَسْبْ، فقدْ فجرَ منزلَ عمِهِ المجاورِ له وساواهُ بالارض في مِنطقةِ الصوفيةْ، علما أن عمَهُ واولادَهُ مدنيونَ ليس لهم صلةٌ بالاجهزة ِالامنية ِالعراقية.
الصحفي بلال عيد يقول "بطش مسلحي داعش وحقده تمدد الى منزل عمي شقيق والدي وقاموا بتدميره بالاضافة منزلي المجاور له كي لا يكون لي موطء قدم في منطقة الصوفية."

يجلسُ فوقَ حطامِ منزلِهْ يَقلبُ كيفيهِ على ما ضاع َمن شقاءِ عمره.

حالة بلال ليست حالة فردية بل هناك مئات المنازل فجرت قبل دخول القوات العراقية الى مدينة الرمادي وتحريرها قبل اكثر من شهرين.

مسؤلونَ في الحكومةِ العراقية، أكدوا أن داعشْ دمرَ كثيرًا من المنازلِ في مناطقَ متفرقةٍ من مدينةٍ الرمادي، وأن الحكومةَ لا تستطيعُ حاليًا تعويضَ خسارةِ الأهالي لممتلكاتِهم بسببِ ضَعْفِ الميزانيةِ وحالةِ التقشفِ في البلاد.

فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الانبار يقول:" كل الاحياء السكنية التي دخلها التنظيم فجر عند دخوله عدد كبير من المنازل في البداية قام بتفجير منازل منتسبي الاجهزة الامنية وكذلك منازل الصحفيين بالاضافة الى قيامه بتفجير جميع منازل اهالي مدينة الرمادي الذين يعارضون فكر تنظيم داعش المتشدد والمتطرف. في الوقت الحاضر لا نمتلك اموال بسبب حالة التقشف التي تسود الحكومة العراقية لكن اكيد بعد توفر السيولة النقدية سيتم تعويض الاشخاص الذين دمرت منازلهم"

تدميرُ المنازلِ الذي عَمَّ أرجاءَ مدينةِ الرمادي بسببِ العملياتِ العسكريةِ وانتقامِ داعش، ستؤخرُ بلا شكْ عودةَ المدنيينَ إليها.