أخبار الآن | الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)
تستمر معاناة المهجرين من ريف حلب في التفاقم على الحدود السورية التركية، فمع تدني درجات الحرارة، وضئالة إمكانيات المنظمات الإغاثية أمام حجم المآساة، فضلا عن إغلاق تركيا بوابتها، بالرغم من التصريحات المتكررة للمسؤولين الأتراك عن سياسة الباب المفتوح مع السوريين الفارين من الموت.
النازحون على الحدود التركية يعانون من وضع غاية في الصعوبة، كأن ويلات الحرب والتهجير لم تكفهم، فزاد النزوح والإنتظار على بوابة تركيا من معاناتهم.
داخل خيمة جماعية في مخيم حديث الإنشاء، تجد هذه الأسر متسعاً صغيراً لها و لأطفالها، الصغار يلعبون، و الكبار من ثقل النزوح يشتكون.
خارج الخيمة إجراءات تتخذ للتغلب على قسوة الظروف المناخية، و طوابير لا زالت تنتظر إشعاراً للدخول إلى تركيا، ووجه التشابه بين داخل الخيمة و خارجها، أنهم بالدفئ و الراحة لا ينعمون.
عشرات أو ربما مئات الآلاف من السوريين، علقوا بين آلة قتل كل ما ترنو إليه كسب مساحات جغرافية، مستقطبةً ميليشيات طائفية على الأرض و طائرات روسية مهمتها قطف الأرواح من الجو، و بين حدود دولة، تُعبر عن تضامنها مع الهاربين من الموت، بالتصريحات فقط.
أحمد هلال – نازح من حلب: هربنا من حلب بسبب القصف الموت و الخوف، جئنا إلى تل رفعت، فلحقنا الطيران الروسي، الضرب و القتل و الدمار، إلى يجب أن نذهب؟، جئنا إلى معبر السلامة، منذ اسبوع نواجه البرد و ليس لدينا خيام، لا نريد شيئا سوى ايقاف القتل .. و الضرب و الطيران و الموت، نناشد الحكومة التركية أن تساعدنا على مقاومة هذا الواقع و لا شيء غيره.
أزمة إنسانية تتفاقم مع كل تصعيد عسكري جديد على ريف حلب الشمالي، جعلت المنظمات و الجمعيات الخيرية عاجزة عن تقديم العون، أمام تضاعف أعداد الفارين من موت وشيك في مواطنهم، و أمام حالات إنسانية، تترواح بين الأمراض المزمنة و الإعاقة…
أم صابر-نازحة من تل رفعت: عائلتي مكونة من أربعة عشر شخصاً و ننام جميعا في خيمة واحدة، لا يوجد طعام أو فرش أو تدفئة أو أي شيء، ننام مزدحمين، و أنا إمرأة عاجزة، و لا يتوفر دوائي
و مع إرتفاع حدة المعارك في ريف حلب الشمالي، و إشتعال جبهات جديدة، يتوقع أن تتزايد أعداد النازحين مع كل إشراقة يوم جديد، أما في هذه المخيمات، فلا جديد يذكر، قهر و برد فتكا بالكبار و الصغار، ووقوف على صفوف لا يبدو أنها تتحرك، وما عسى هؤلاء يفعلون، سوى الإنتظار ..