أخبار الآن | أضنة – تركيا (عماد كركص)
إلى خيمة ربما لا تقيهم برد الشتاء وحر الصيف، يعود حسن وشقيقته هبة من المدرسة، بعدما رمتهم الأقدار والحرب إليها بالقرب من مدينة أضنة التركية، هما وشقيقهما الأكبر شادي، وجميعهم فقدوا والديهما في حلب، باقتحام لجيش النظام على مكان عملهما.
شادي وهو خريج معهد هندسي، اضطرته ظروف اللجوء لأن يعمل بالزراعة وأعمال بسيطة أخرى، وأكبر همه إكمال تعليم شقيقه الصغيرين بعدما أصبح بمقام الأب لهما، غير آبه بسوء وضعه المادي وحالته الصعبة في هذه الخيمة، فيما أخذت زوجته على عاتقها العناية بهما، وهي التي لم ترزق الأطفال بعد خمسة أعوام من الزواج .
شادي النايف وهو الشقيق الأكبر لحسن وهبة قال لأخبار الآن : "بعد كل ما حصل لنا أنا أصبحت ولي أمر لأخوي الصغيران، وبت مجبراً بتعليمهم كون الأمية تفشت بين الأطفال السوريين اللذين أجبروا على ترك المدارس" .
أما شيرين وهي زوجة شادي فقد قالت: "أنا ليس لدي أطفال، لكن حسن وهبة ورعاتي بهم، أنسياني أنني لا أنجب أطفال وأنا مرتاحة لذلك ".
حسن وهبة اللذان فاتتهما ثلاث سنوات من الدراسة، اضطرا ليدخل المدرسة هنا على مقاعد الصف الأول، لكنهما أظهرا سعادةً بالعودة، بعد أن كان مستقبلهما الدراسي مهدداً بالضياع .
هبة بنت الـ 9 أعوام قالت لأخبار الآن : "أتينا إلى هنا لأن سوريا يوجد فيها حرب، وفقدنا والدي ووالدتي بعد أن ذهبا إلى عملهما في (معمل الأسمنت) واستشهدا هناك، ونحن هنا ليعمل أخي وزوجته كي نتمكن من العيش ".
أما حسن 10 أعوام فقد قال : "أنا كنت بالصف الثالث في سوريا، وبقينا حوالي أربع سنوات بدون تعليم، حتى أتيت إلى هنا وعدت إلى الصف الأول لكي أتمن من تدارك ما فاتني أنا وأختي هبة ".
أوضاع صعبة تعيشها هذه العائلة في خيمة اللجوء، ولاسيما في ظل شتاء يعد الأقسى منذ سنوات، فالمطبخ هو الحمام ذاته، ومساحة أقل من 10 أمتار لتأوي أربعة أشخاص، ورغم ذلك يبقى لهم حق الحلم بغد أفضل يشرق من عيون حسن وهبة ، أملي هذه العائلة، كما باقي الأطفال السوريين، الذين يعدون الأمل المتبقي لبلدهم، التي أنهكتها الحرب .