أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

في سلسلةِ تقارير نقدمها حول التطوراتِ الأمنية في ليبيا والإنتهاكات التي يرتكبُها داعش يسلط تلفزيون الان الضوء َعلى خطط ِداعش في ليبيا بعد احتلالهِ مدينةَ سرت ونيتِه التقدمَ باتجاه ِأجدابيا والسيطرةَ على ابارِ النفط هناك ..  أملا في بناء ِعاصمةٍ جديدة له بعد الرقة في سوريا والموصل في العراق خاصةً بعد الضرباتِ التي تلقاها في سوريا والعراق …

معلومات وتحليلات كثيرة انتشرت في الأونة الأخيرة تشير الى نية داعش في ليبيا توسيعَ نفوذه هناك والتقدمَ بعد احتلال سرت نحو مناطق أخرى من بينها أجدابيا بهدف احتلال ابار النفط  / خاصة بعد الضربات القوية التي يتعرضُ لها في العراق وسوريا… وتعد الهجمات الأخيرة التي استهدف بها داعش؛ عدة منشآت نفطية في البلاد؛ مؤشرا واضحا على نيته في هذا الشأن ….

اذن يسعي داعش إلى توسيع مناطق سيطرته على الأراضي الليبية، وذلك في إطار محاولاته لإعلان عاصمته الثالثة في مدينة أجدابيا الليبية، حيث بدأ التجهيز لاجتياح ٍ بري للمدينة التي يسيطرُ عليها "مجلسُ شورى المجاهدين"، وعناصرُ افرادٌ من الجيش الليبي، مستغلًا حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة….

وذكرت تقارير إعلامية أن داعش يحشد قواتهِ العسكرية، قرب منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا، استعداداً للهجوم على الحقول والموانئ النفطية الحيوية في البلاد./ وتناقلت مواقع إخبارية ليبية عن مصادرها المحلية، قيامَ افراد داعش في سرت بنقل أسلحتهم الثقيلة وآلياتهم، إلى مواقع جديدة شرق المدينة قرب بلداتِ هراوة والنوفلية وبن جواد، استعدادًا للتقدم نحو منطقة الهلال النفطي ومدينة إجدابيا.

وتعود خطورة السيطرة على اجدابيا في حال تمت، الى أنها منطقة ٌ استراتيجية، فهي قريبة من البحر المتوسط، وتربط بين المنطقتين الغربية والشرقية وتربط بين الشمال والجنوب وتربط بين الغرب، وتتحكم في مجموعة من الطرق الحيوية في ليبيا. . ويسعي داعش منذ بداية العام الجاري الى السيطرة على عدة منشآت نفطية، وهو دليل على رغبته في الهيمنة على الثروات الطبيعية في ليبيا….. يذكر أن داعش يخطط منذ مدة لمحاولة الهجوم على بعض المواقع النفطية القريبةِ من اجدابيا، مثل حقل المبروك .. وتتوسط اجدابيا منطقة َ الهلال النفطي المسافة بين بنغازي وطرابلس، وتحوي المخزون َ الأكبر من النفط، وتضم عدة مرافئ نفطية مثل السدرة ورأس لانوف، وهما أكبرُ ميناءين لتصدير النفط في البلاد….

ويرى محللون سياسيون وعسكريون، أن من أسباب إظهار داعش تواجدَهُ في أجدابيا، هو فقدانُه لأهم مراكزهِ ومعسكراته في بنغازي بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في هناك . ويسعى بهذا العمل لأمرين؛ أولا ،

إيجادُ جبهة جديدة وقاعدةِ انطلاق لمقاتليه ، وثانيهما ، استغلالُ انشغال الجيش بعمليات التمشيط ومعاركه الختامية في بنغازي . وبذلك يحاول تقليل الضغط على مقاتليه المحاصرين في مدينة بنغازي

 

الباحث والخبير في قضايا الارهاب والاستخبار الاستاذ جاسم محمد