أخبار الآن | البصرة – العراق (أزهر الربيعي)
ضرر داعش الذي لحق بالعراقيين لم يقتصر على المناطق التي يحتلها، إذ إن طمع التنظيم بالمال بات يؤرق التجار في المدن العراقية بسبب سلبه أموالا من التجار لقاء مرورهم من المناطق المحتلة من قِبل مسلحيه. واقع أدى إلى تدهور الوضع الإقتصادي في عدد من المدن العراقية، ليدفع الشاب علاء حسام أحدَ التجار في البصرة، إلى شد رحاله والهجرة إلى الخارج.
في أحدِ أسواقِ مدينةِ البصرةِ يُمضيْ علاء حسام ساعاتِ عَمَلِهِ في تَصفيَةِ حساباتِهِ إستعداداً لإغلاقِ مَحلِهِ ومغادرةِ العراقْ، وذلكَ في ظلِ تردي الوَضعِ الإقتصاديِّ الذي تَشهدُهُ الأسواقُ العراقيةُ الناتجِ عن وُجود ِتنظيمِ داعش في العراق.
قَلّتْ أرباحُ التجارِ العراقيينَ نتيجةَ طمعِ داعشْ بالمالِ وإستغلالِهِ المناطقَ التي يَحلتها في فرضِ ضرائبَ كثيرةٍ على التجارِ، لقاءَ السماحِ بمرورِ بضاعَتِهم عبرَها، فضلا عن خوفِ السائقينَ والتجارْ من المرورِ في مناطقِ داعش، أسبابٌ دفعتْ علاء وتجارًا غيرَهُ إلى جَلّبِ بضاعَتِهم من محافظاتٍ عراقيةٍ أخرى بدلَ استيرادِها من الخارج.
واقعٌ وتحدياتٌ صعبةٌ يعانيها علاء. حالُهُ حالُ مُعظمِ الشباب ِالعراقيينَ الذينَ دفَعَهم هذا الواقعُ إلى شَدِ رِحالِهم إلى خارجِ العراق، بحثًا عن مستقبلٍ أفضل، ليُهاجِروا ويتركوا في نُفوسِ ذَويهِم وأقربائِهم حسراتٍ لفَقدِهم.
ويبقى العراقيونَ بإنتظارِ الحسمِ العسكري، الذي يجتثُ تنظيمَ داعش من العراق، لينعموا بحياةٍ كريمةٍ حُرِموا مِنها في بلدِهم الغنيِ بالخيراتْ.