أخبار الآن | حلب – سوريا – ( حصري)
انتهج تنظيم داعش منذ نشأته تجنيد الأطفال من خلال إغرائهم بالمال والسلاح والسلطة، ليسخرهم لخدمته ولبناء جيل يحمل أفكار التنظيم ومعتقداته الهدامة.
أخبار الآن تسلط الضوء على منهجية التنظيم في استقطاب الاطفال وانتهاك براءتهم، من خلال قصة أحمد الطفل الذي ترك داعش بعد أن قضّي ثلاث سنين معهم، خضع خلالها لتدريبات قاسية لا تناسب عمره الذي لم يكن يتجاوز آنذاك عشر سنين.
هو طفل في الرابعةَ عشْرَةَ من العمر، انضم إلى داعش قبل ثلاث سنوات، بعد أن أغراه أبو أسامة التونسي أمير داعش في بلدة الدانا بريف إدلب بالمال والسلطة. يدعى أحمد واختار له أمراء داعش "أبابكرٍ" اسمًا عَقِبَ انضمامه.
يقول الطفل أحمد: "عندما كنت ذاهباً إلى منزل عمّتي في سوق الدانا أوقفتني مجموعة من داعش وقالوا لي (ارجع إلى الله) وانضم إلينا، فذهبت إليهم كما طلبوا مني وأخبروني بأني سأخضع لمعسكر وأنهم سوف يشترون لي السلاح وسوف يعطونني سيارة وكل ما أريد خاصة السلطة والقوة".
بعد أن طلبوا من أحمد مبايعة أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم أمروه بأن لا يخبر والديه بأنه انضم لداعش ولا حتى بمكانه. يضيف أحمد: "قالوا لي لا تخبر أهلك بأنك انضممت إلينا واحتفظ بالمئة دولار أمريكي لنفسك كل شهر".
خضع الطفل السوري لمعسكر مغلق لمدة ستة أشهر مع أطفال من أبناء المهاجرين الذين قدِموا إلى سوريا. ويقول الطفل أحمد: "بقينا في المعسكر مدة 6 أشهر وأهلي لا يعرفون مكاني وكل من في المعسكر أطفال من عمر ست سنوات حتى السادس عشرة سوريين من الدانا والأتارب وترمانين، وبعضهم أطفال لأمراء في التنظيم وأسم أميرنا "أبو عبد الله الفرنسي"
لم يكن التدريب في معسكرات داعش كمعسكرات المدارس أو معسكرات الكشّافة فقد تعرض كثير منهم لإصابات بشظايا القنابل اليدوية خلال اختبارات قاسية للتحمل. يقول أحمد: "تعرض الكثير من الأطفال لإصابات نتيجة رميهم بالقنابل اليدوية أو اطلاق الرصاص حولهم وهم في الخنادق خلال اختبارات التحمل ليروا مدى ثباتنا في المعارك".
وعن تدريبات يتحدث الطفل أحمد: "دربونا على المداهمات والخطف وقيادة السيارات وأيضاً على الإقتحام والتسلل والإنسحاب التكتيكي والرماية على الرشاشات الثقيلة".
يقول الطفل أحمد إن أوامر أمراء داعش لا تقبل العصيان، وأن العقوبات قاسية ولا تُحَتمل: "بعد الركض كانوا بعد الركض يركلون بطوننا بواسطة ركبتهم لاختبار صلابة معدتنا، كنّا نتعرض للضرب بواسطة الأسلاك اذا أخطأنا في تطبيق التمرين وكانوا أيضاً يجبروننا على الغوص في بركة تحوي ماء قذرة مليئة بالديدان وكنت أخبرهم بأني لا أجيد السباحة فيمدون لي حبلا وأنا في البركة".
كل هذا مر على طفل كان يبلغ حينها احدى عشرة سنة، وخلال ثلاث سنوات علموه أن العالم كله أعداء له وللتنظيم، حتى كسروا فيه الطفولة والبراءة.