أخبار الآن | مارع – ريف حلب – سوريا – (حسن قطان)
نزحَ أكثرُ من 90 في المئة من أهالي مدينةِ مارع في ريف حلب الشمالي بعد لجوءِ داعش إلى قتلِ أهلهِا بشتى الطرق بدًأ بالسياراتِ المفخخة وليس انتهاءً بإستخدام التنظيمِ الغازات السامة في قتلِ المدنيين، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالات اختناق خاصة بين النساء والأطفال. مراسلنا حسن قطان زار مدينة مارع ووافانا بالتقرير التالي.
مارع كما لم تكن تبدو من قبل فهي اليوم مدينة أشباح، أحياء مهجورة وشوارع فارغة ومحلات مقفلة، وأكثر من تسعين بالمئة من سكانها قد نزحوا عنها، وذلك بعد التقدم الأخير لداعش التي باتت تحاصر المدينة من جهاتها الثلاث.
وقبيل الوصل اليها، استهدفت داعش مدينة مارع بعشرات القذائف المحملة بالمواد السامة، فرائحة هذه المواد التي يعتقد بأنها من غاز الخردل تنتشر في كل أرجاء المدينة وتسبب الصداع الحاد لمن يستنشقها، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على ازالت بقاياها.
وأعلن مستشفى المدينة عن استقباله عشرات الحالات لأشخاص كانوا قد تعرضوا لهذه المواد، والذين يعانون من ضيق التنفس واحمرار العينين وتشوهات جلدية.
وفي حديث مع طارق نجار المسؤول الإداري في المشفى الميداني لمارع" هذه المرة الثانية التي تتعرض فيها مدينة مارع للاستهداف بالقذائف المحملة بالمواد السامة بمعدل عشرين قذيفة، الحالات التي زارت المشفى أتت بعد نصف ساعة من القصف كانت عبارة عن ضيق النفس وسيلان انف وسيلان دمع إضافة لتشوهات جلدية".
وشهدت مدينة مارع في الفترة الأخيرة، هجوماً مكثفاً بالسيارات المفخخة التي ترسلها داعش مستهدفةً بها المنازل والأسواق والمواقع العسكرية للثوار الأمر الذي ألحق دماراً في المدينة وخلف عشرات الضحايا من المدنيين.
هذه التطورات دفعت مجلس محافظة حلب لقعد اجتماع طارئ أعلنوا فيه مدينة مارع منطقة منكوبة ووجهوا نداءً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، بضرورة التدخل ومساعدة المنكوبين عبر تأمين احتياجاتهم الأساسية.
وفي لقاء لأخبار الأن مع محمد عارف شريفة رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية بمجلس المحافظة "قصف داعش على الريف الشمالي أدى لنزوح مئات وآلاف العائلات التي أصبحت في البساتين وتحت الأشجار، ناشدنا المنظمات الإنسانية لكن الاستجابة دون المستوى للأسف"
ما زال الخلاف قائماً إلى الآن حول نوعية الغاز السام الذي تستخدمه داعش في قصفها لمارع ومصدره إلا أن الكل بات متأكداً أن فشل التنظيم أمام الثوار هو دافعه لممارسة مزيد من الإرهاب تجاه معارضيه.