أخبار الآن | زملكا – ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)

في هذا الحيِ الذي قَصفَهُ النظامُ بُعيدَ مَجزرةِ الكيماوي في الحادي والعشرينَ من عامِ ألفين وثلاثةَ عشر، دُفنتْ كثيرٌ من الذكرياتِ والصورِ لأهاليِ الضحايا. اغتالَ غازُ السارينِ زوجَ أمِ محمد وأطفالَها الثلاثةْ في الغوطةِ الشرقيةِ، ثمُ قصفتْ طائراتُ النظامِ منزلَها لتمحوْ كلَ ما تبقى لها من ذكريات.

تقول ام محمد اطفال كانو احلى شيْ في هذا العالم كان لدي فتاة جميلة جدا كنت انوي ان اخطبها كل شي ذهب لم يبقى اي شي ماذ تريد ان تتذكر الآن كل مااتذكره هو المقبرة عندما اتذكر اطفالي اتعرض لضغط نفسي وانهيار عصبي الى هذا المنزل لم أتي منذ زمن اتخيل كيف كانو يلعبون هنا اتخيلهم قد كبرو. 

منزلُ أم ِمحمد الذي كانَ مصدرَ سعادَتِها تحول َإلى شبحٍ يُعيدُ اليها أكثرَ اللحظاتِ التي مرتْ بها ألمًا، ففي كلِ زاويةٍ وركنْ، كانتْ تجدُ ما يُذكِرُها باستغاثةِ اطفالِها لحظةَ وقوعِ المجزرة.

تسلكُ أمُ محمد هذا الطريقَ يوميًا إلى مقبرةِ الشهداءِ لزيارةِ قبرٍ جماعيٍ لا تعلمُ يقينًا اذا ما كانَ زوجُها وأطفالُها يرقـُدونَ تحتَهْ حقًا، فهذا ما اخبرَها بِهِ المسؤولُ عن المقبرة.

تتابع ام محمد أتي الى هنا لازور اطفالي لكن لاادري حقا اذا كنت ازورهم حقا ام لا كل القتلى وضعوا جماعيا بالجرافات لااعلم حقا ان كان اطفالي في هذا القبر ام لا لو اسطتيع ان اخرج كل من في هذا القبر لاعرف اذا كانو تحته فلن اتوانى عن ذلك اطفالي لايريدون الموت لكن بشار هو من قتلهم.
 
في هذهِ الغرفةِ تعيشُ أمُ محمد بعدَ أن مَنَحها إياهُ جيرانُها، وَحدهُ العيشُ على ذكريات ِأطفالِها ما يعيدُ إليها شيئًا من أملٍ مفقود