أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (خاص)

رغم الحصار المطبق الذي فرضه نظام الأسد على مناطق مختلفة من سوريا، يحاول أهالي ريف حمص الشمالي إتخاذ أي عمل يؤمن لهم دخلاً يساعدهم لشراء مستلزماتهم اليومية، وكان نحتُ الحجارة وبيعُها أخر هذه الأعمال ، المزيد في التقرير التالي. 

اشتهر السوريون منذ عهود بعيدة بولعهم في نحت الحجارة وصقلها، وتكييفها حسب ذوقهم الخاص وميولهم الفنية لتنسجم مع تقاليدهم المحلية.
ولكن هذا الفن تحول مع الأزمة إلى مهنة نتيجة ضيق العيش، والحصار الذي يرفضه النظام على السكان، وليتحول الحجر إلى مصدر رزق للعائلات السورية.
يقول أبو صبري: "بسبب الظروف الصعبة والحصار اضررنا إلى العمل بحرف الحجر وبيعه للناس، مثل جرن الكبة وطاحن جرش البرغل ومعصرة الزيتون".

أبو صبري صاحب إحدى ورشات نحت الحجر، حولته الأزمة من تاجر للحديد إلى حفر الحجر ليؤمن قوت عائلته، ويملأ بطون أطفاله الخاوية.
يتابع أبو صبري: "لجأت أنا وعائلتي للعمل في نحت الحجر، لتأمين قوتنا اليومي بسبب الحصار، والحمد الله نبيع منتوجاتنا بأسعار زهيدة، لتأمين طعامنا".

ما يصنعه أبو صبري، ليس للزينة وإنما للاستعمال في المنازل، فهو يصنع جرن الكبة ومطحنة البرغل، ومعصرة الزيتون.
ورغم أنها مهنة التعب كونها تحتاج إلى جهد عضلي كبير، إلا أن أحمد أحد العاملين مع أبو صبري يرى فيها نوع من الفن، ومهنة مستقبلية له.
يقول أحمد: "أحببت هذه المهنة لأنه فيها نوع الفن، لكنها متعبة، وأنا أعمل بها لتأمين مهنة في المستقبل".
حفر الحجر، والاستفادة منه يثب للعالم أن السوريين قادرين على العمل وتأمين قوتهم، حتى من الحجر الذي لم تبقى لهم غيره، في ظل الحصار المفروض عليهم.