أخبار الآن | بصرى الشام – درعا – سوريا – (براء عمر)
تشهد مدينة بصرى الشام المحررة شرق محافظة درعا السورية، حملة لتنظيف المعالم الأثرية وإعادة ترميمها ، بإشراف دائرة آثار بصرى الشام، و بالتعاون مع المجلس المحلي المعارض في المدينة. مراسلنا براء عمر ومزيد من التفاصيل
عانت مدينة بصرى الشام الأثرية من عنف النظام مثل غيرها من المدن والمواقع الاثرية في سوريا، التي طال قصف النظام فيها البشر والحجر. وبعد تحرير المدينة وانطلاقا من حرص الأهالي على الحفاظ على نظافة مدينتهم الأثرية، سارعت دائرة آثار بصرى الشام وعدد من الفعاليات المدنية في المدينة، إلى إطلاق حملة تطوعية تهدف إلى تنظيف المواقع الأثرية من الأتربة والأعشاب ومخلفات المعارك، فضلا عن إعادة ترميم بعض أجزائها التي طالها القصف .
قلعة بصرى ومدرجها الروماني وباب الهوى وسوق الدبس، إضافة إلى الحمامات الرومانية والمسجد العمري القديم، هي بعض المواقع الأثرية التي تهدف الحملة إلى تنظيفها وإعادة ترميم الأجزاء المدمرة فيها. .
يقول أبو سيف مدير دائرة الاثار والمسؤول عن الحملة: "قمنا بإطلاق هذه الحملة برعاية دائرة آثار مدينة بصرى الشام وبمشاركة شعبية من شباب بصرى المتطوعين. والهدف منها كما نشاهد إزالة بقايا ومخلفات الأتربة والاوساخ من مخلفات الدمار والخراب كما نشاهد، مدينة بصرى الشام مدينة أثرية وتاريخية حوت معظم الحضارات العالمية كالحضارة، الرومانية، والحضارة النبطية، والحضارة البيزنطية، والحضارة الإسلامية، كما نعلم تكمن أهمية مدينة بصرى كونها حوت جميع هذه الحضارات ومعظم هذه الحضارات لها معالم تاريخية كالجامع العمري، وقلعة بصرى، والمدرج الروماني، لذلك كان لابد من الحفاض على هذه المواقع الأثرية وحمايتها وصيانتها حتى تبقى بصرى واجهة حضارية تطل من خلالها سوريا على العالم أجمع".
لم تقتصر حملة التنظيف على مشاركة الفعاليات المدنية وأهالي المدينة، فكان للثوار ايضا دور مهم في الحملة، إذ شاركت مجموعات منهم في تنظيف المعالم الأثرية وإزالة الألغام التي زرعتها قوات النظام في بعض المناطق المحيطة بالقلعة.
يقول أحد مقاتلي الجيش الحر: "قمنا نحن كتيبة الهندسة التابعة لفرقة شباب السنة بمشاركة مديرية آثار بصرى الشام بالحملة التطوعية لتنظيف مدينة بصرى الشام القديمة من المخلفات التي تعرضت لها في الحرب الدائرة بين عصابات الأسد والجيش الحر لتحرير هذه المدينة من المليشيات وقمنا نحن بمهمتنا بتفكيك الألغام التي كانت تزرعها عصابات الأسد في المنطقة الأثرية في بصرى الشام".
في ظل سعي الهيئات المدنية في بصرى الشام إلى إعادة الحياة إلى المدينة وعودة النازحين إلى منازلهم، تبقى قضية نقص الدعم العائق الوحيد أمام تنفيذ المشاريع التنموية في المناطق المحررة.
على الرغم من ضعف الإمكانيات المتاحة لإصلاح ما دمرته آلة النظام العسكرية إلا أن هذه الجهود المتواضعة تلقى تقديرا كبيرا وتترك أثرا عظيما عند أهالي بصرى الشام.