كان مفاجئاً للجميع ذلك الخبر الذي ضجّ به إعلام محور "المقاومة و الممانعة" معلناً زيارة بشار الأسد إلى الوحدات المقاتلة في جوبر شرقي العاصمة دمشق عشيّة الدخول في العام الجديد.
لكنّ الخبير بخفايا المطبخ الإعلامي للنظام والذي تديره لونا الشبل لم يكن ليتفاجأ بذات القدر، فالأسطوانة المتكررة حول السيطرة على حيّ جوبر والوعود التي أعلنها النظام طوال الفترة الماضية عن استعادة حي جوبر "لعينيه الخضراوين" كناية عن عودته إلى سيطرة النّظام قبل الدخول في عام 2015 لم تكن لتأخذ مفعولها المعنوي دون الإعلان عن هذه الزيارة الشكلية لحي جوبر.
صحيح أنّ بشّار الأسد لم يدخل في عمق حي جوبر بل اكتفى بالوصول إلى مشارف الحي في الزبلطاني حيث خطوط جيشه الخلفية ومعسكر الوحدات المقاتلة على جبهات الحي من الجهة القريبة من العباسيين، وصحيحٌ أنّ جلّ من ظهر معه في الصور التي تناقلها الإعلام ما هم إلّا (كومبارس) فرض عليهم أن يؤدّوا أدوارهم في تلك المسرحية الهزلية، لكنّ ذلك الظهور كان واجباً محتماً على بشّار كي يقنع مؤيديه أنّه لا زال رئيساً يفي بوعوده على الرغم من أنّه هو لم يعد مقتنعاً بتلك الفكرة.
نسرد فيما يلي بعضاً من الأخطاء التي وقع فيها القائمون على إخراج مسرحية الزيارة إلى حي جوبر:
1- قائد الدبابة: العودة بالذاكرة إلى الصور التي أتت من داريا حين زار الأسد جبهات القتال هناك و التقى قواته في عيد الجيش بداية أغسطس 2013 تعيد إلى الأذهان صورة ذلك المقاتل الذي صافح بشار الأسد معتلياً دبّابته والذي ظهر بعد سنة وأربعة أشهر بجانب دبابته على مشارف حي جوبر، أكّد مصدرٌ خاص لأخبار الآن أنّ الجندي المحظوظ بلقاء رئيسه على جبهتين مختلفتين في فترتين متباعدتين ما هو إلّا مرافق شخصيّ (لسيادته) منذ ستة أعوام و يدعى ميّار محمد من منطقة الفاخورة في جبال اللاذقية.
2- المسعفة الحربية التي ظهرت في الفيديو: تدعى إيمان سوسق و هي زوجة مساعد أول في مخابرات النظامء، تم انتقاؤها بعناية لتمثّل دور المرأة الوطنية التي ترعى جراح الجيش الباسل.
3- اللقطة العفوية التي فاجأ فيها بشّار الأسد واحداً من جنوده المرابطين على إحدى (الطلّاقيّات) كانت سيئة اخراجيا، فكيف لجندي أن يتفاجأ بزيارة رئيسه والكاميرات والإضاءة دخلت المكان الذي يرابط فيه قبيل دخول الرئيس؟ علاوة على ذلك لم ينتبه من أعطى هذا الدور للجندي إلى تفصيل مهم ودقيق حيث ظهرت بندقيته في وضعية الأمان وهو في وضعية الاستعداد لمباغتة عدوه إذا ما تحرك.
4- الظهور بالقرب من مبنى حكومي في الزبلطاني كان كافياً ليعلن كذب ادعاءات النظام بأنّ الأسد زار جوبر، فبعدما تعرّض الحي لكل ذلك القصف على مدى السنتين الماضيتين كان كفيلاً بأن لا يبقى به بناءٌ سليم الأركان متكامل البنية، فكيف وجد الأسد بناءً لم تخترقه الطلقات أو الشظايا ليتصوّر قريباً منه؟