فرضت قوانين داعش الصارمة والتعسفية حالة من الرعب في نفوس المدنيين بريف حلب، حتى بات الآذان لدى البعض جرس إنذارٍ للجري نحو المنزل أو دخول أقرب جامع لتأدية الصلاة، في حين يزج التنظيم المتخلفين عن الصلاة في زنازينه لمدة ثلاثة أيام.
في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، يعيش الأهالي رعباً مستمراً يظهر عليهم كلّ موعد صلاة، ليس من الصلاة ذاتها لأن معظم الأهالي يصلون قبل سيطرة داعش، بل من الطريقة التي يتبعها داعش لإجبار الأهالي على تأدية الصلاة.
ترهيب لا ترغيب
وفي آخر ما توصّل إليه التنظيم في منبج، هو وضع سجلّات في كلّ جوامع المدينة، وإجبار الناس على التوقيع عليها في مواعيد صلاة الفجر والعشاء، ويعود الأمر حسب رأي بعض الأهالي إلى فراغ الجوامع في هذه الأوقات من المصلّين.
وأفاد شاهد عيان من المدينة، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"أخبار الآن": "وضع التنظيم سجلّاً في كلّ جامع، وعلى المصلّين الذين يحضرون صلاتي الفجر والعشاء أن يوقّعوا ويذكروا أسمائهم، والحجّة من هذا الفعل هو كشف المنافقين فيما بعد على حسب رأي التنظيم".
وأضاف: "يحاول التنظيم أن يجرّ الناس إلى الصلاة بالإرهاب ولكن بنفس الوقت يحاول ترغيبهم عن طريق منح امتيازات لكلّ من يوقّع في هذه السجلّات والمزايا قد تكون وظائف".
"رامي" أحد أبناء المدينة، وصف هذا الأمر بالمروع، قائلاً: "يحاولون عن قصد تشويه ديننا الإسلامي، لم يكن هذا موجودًا في عهد الرسول ولا من تلاه من الخلفاء الراشدين، فلماذا اليوم يلجؤون لهذه الطريقة، ثمّ إن قلنا أنّ فعلهم لزيادة أعداد المصلّين هل الأعمال بالظاهر أم بالنيّة؟".
ويضيف: "أتمنّى منهم أن يتحقّقوا من ولاء عناصرهم لهم، فهل جميعهم يصلّون في الجوامع، كوني رأيت عنصراً من حارتنا حاول البقاء في المنزل أثناء الصلاة".
صلاة دون وضوء
العديد من المصلّين الذين يتزاحمون إلى الجوامع في الباب ومنبج والبلدات الأخرى من الريف غير متوضئين، حسب شهادات العديد منهم.
"أبو عدنان" رجل في الأربعينيات من العمر، تم توبيخه من قبل سيّارة الحسبة منذ حوالي الأسبوعين، والتهمة أنّه كان يتجوّل في الشارع أثناء صلاة الظهر.
يقول في حديثه لـ"أخبار الآن": "عندما أوقفتني سيّارة الحسبة قلت لهم أنّني غير متوضأ، وسأصلّي في المنزل كون منزلي أقرب لي من الجامع، فصرخوا عليّ وأجبروني على الركوب بالسيارة ثمّ أوصلوني إلى الجامع كي أصلّي"، مضيفاً: "هنالك العديد من المصلّين متأكّد أنّهم لم يتوضؤوا بسبب انشغالهم بأعمالهم وازدحام الناس على حمامات الجوامع".