حصلت "أخبار الآن" على معلومات من الغوطة الشرقية، تكشف قيام تجار الأزمة المتعاقدين مع حواجز نظام بشار الأسد بنقل كميات كبيرة من الذهب والعملة الصعبة الدولار من الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق، تحت إشراف تاجر كبير في مناطق سيطرة النظام، وسط تسهيلات من الحواجز التي تفرض حصاراً على الغوطة الشرقية وتمنع دخول الغذاء والدواء إلى مدنها وبلداتها.
وكشف أبو ساري، الذي يعمل صراف عملة في مدينة دوما، لـ"أخبار الآن" عن الأرباح الطائلة التي يكسبها تجار الأزمة في الغوطة جراء سحب الدولار والذهب من الغوطة المحاصرة إلى دمشق، وقال: "كل يوم يتم إخراج ما يقارب مليوني دولار وما يزيد عن 7 كيلوغرامات من الذهب من قبل التجار، مستغلين حاجة المواطنين مع واقع الحصار الذي يجبرهم على بيع مقتنياتهم الذهبية بسعر أقل 1000 ليرة سورية عن كل غرام واحد من الذهب، والدولار بسعر يقل 10 ليرات سورية عن السعر في مناطق النظام، ولك أن تتخيل مقدار الربح اليومي للتجار من عمليات نقل العملة والذهب إلى دمشق".
وأكد أبو ساري أن إخراج تلك العملات والمعادن الذهبية يتم عبر حقائب بالاتفاق بين التاجر وحواجز النظام، من خلال دفع رشاوى للضابط المسؤول عن حاجز النظام لتسهيل مرور تلك الحقائب.
ويشرف عشرون تاجراً يقطن معظمهم في مناطق سيطرة النظام بدمشق، على كافة الأمور التجارية في الغوطة من إدخال مواد غذائية تباع بعشرين ضعفاً داخل المناطق المحاصرة، وإخراج كل ما يمكن إخراجه من الغوطة باتجاه دمشق بأسعار بخسة.
بدوره، تحدث "أبو علي" أحد سكان الغوطة لـ"أخبار الآن" عن أمور أخطر، وهي تسليح التجار لمدنيين من أجل حماية مستودعاتهم، متسائلاً عن السبب الذي يدفع كل تاجر إلى تسليح ما بين 60 إلى 150 مدنياً بأسلحة خفيفة ومتوسطة تحت حجة حماية مستودعاتهم، مطالبًا القضاء الموحد بنزع السلاح من هؤلاء المدنيين الذين قد يخطط النظام لتحويلهم إلى لجان شعبية أو خلايا نائمة في المستقبل القريب.
وتنتقل الكثير من الحقائب السوداء يوميًا في الغوطة الشرقية، وتحديدًا في مدينة دوما وبلدة حمورية، حيث تنشط حركة البيع والشراء للعملات الصعبة والمعادن الثمينة؛ يقول "أبو علي " مستهزئاً: "السوق السوداء للدولار في دمشق تحولت إلى بيضاء في الغوطة الشرقية، فالتعامل مسموح للجميع دون أي رقابة من القضاء الموحد".
واقع الحصار، وصعوبة إدخال الأموال إلى داخل الغوطة، فرضا على المدنيين تصريف العملات الصعبة بسعر يقل 5% عن سعرها الحقيقي، الأمر ذاته بالنسبة للذهب الذي يباع بنسبة تقل 7% عن سعره الحقيقي، الأمر الذي استغله تجار الأزمة من خلال نقل تلك الأموال والمعادن الى دمشق، وتحقيق أرباح طائلة.
من جهته، قال "أبو خالد"، الذي يعمل صراف عملة في الغوطة، لـ"أخبار الآن" إن النظام يتبع استراتيجية خبيثة بداية ونهاية كل شهر فيما يخص التلاعب بأسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية في السوق السوداء، وقال: "يعمل النظام بداية كل شهر على شراء أكبر قدر من الدولارات بعد تدخل المركزي وخفض سعره، وما إن يرتفع سعر صرف الدولار لمبلغ يتجاوز العشر ليرات سورية يقوم النظام ببيع ما اشتراه من دولارات، وتحقيق أرباح ستغطي جزءا كبيرا من رواتب موظفيه وخفض سعر الدولار من جديد".
ويطلق أهالي الغوطة على تجار الحقائب السوداء بـ"الأشيعة"، يتجولون كل يوم بين المحلات والأسواق بحثاً عن العملات الصعبة والذهب لشرائها للتاجر المسؤول في مناطق النظام، ثم يقومون لاحقاً بإخراجها إلى العاصمة تحت حراسة من عيون حواجز الأسد، ومباركتهم، فهذه الأموال والمعادن ستدعم اقتصاده المتهالك، والذي تزداد تهالكاً مع انخفاض الروبل الروسي والتومان الإيراني".