حين علم البروفسور أحمد جمعة، خبير الآثار الإسلامية الموصللي، بتفجير المنارة الحدباء أصابته جلطة قلبية، وأسعفه الحظ فشفي منها.
كان البروفسور جمعة خارج الموصل حينها، يخبرنا أنه كان يقلق على الموصل أكثر من قلقه على أولاده الذين كانوا لا يزالون داخل المدينة، يحمل على كتفيه سنواته التي تخطت الثمانين، ويحمل بيديه رسوماته الخاصة عن المنارة الحدباء والجامع النوري، التي استندت إليها عملية إعادة إعمارهما ضمن مشروع روح الموصل، بكل الشغف الذي يحمله لإرث الموصل الإنساني، يحدثنا عن أيقونة ظن داعش أنه بتفجيرها سيقضي على الروح الموصلية العتيقة.
انامل ذهبية في صيانة أصلة الموصل
تناثر طوب المئذنة الحدباء أو كما يسمى الطابوق بالعامية في العراق إلى أكثر من مئتي متر جراء التفجير داعش لها، لكن فريق إعادة الإعمار جمع كل ما يمكنه جمعه من هذا الطابوق من بين البيوت والأزقة بهدف المحافظة بأكبر قدر ممكن على مكوناتها التاريخية.
إرث معماري و انساني موصلي
في المخزن، تم جمع الطابوق السليم وتصنيفه بحسب الشكل والقياس والنقوش، وتوثيق كل ما يرتبط بالمنارة الحدباء، كما يجري في المخزن تنظيف القطع وصيانتها وتحضيرها لمرحلة الإعمار، نستمع لشغف خبراء الآثار الموصليين وهم يتحدثون بفخر عن إرثهم المعماري والإنساني، وجهودهم في إنجاح مشروع روح الموصل الذي ترعاه اليونيسكو بتمويل من الإمارات العربية المتحدة.