سلسلة من الظلمات إلى النور

ساعتان ونصف استمرت معركة المقاومة والبطولة التي تصدى فيها ست رجال وسيدة من عائلة واحدة بمنطقة وادي حجر في الموصل لمسلحي داعش، في يوم دُقت فيه أسلحة القوات العراقية معلنة بدء عمليات تحرير المدينة. كان الرجال وأختهم يحاولون مساندة القوات الأمنية. خمسة منهم روت دماءهم أرض الموصل. عاشت أخت الرجال سناء عبدالله صعيل لتروي للعالم قصة بطولاتهم. تُكمل رواية مقاومتهم التي ساهمت بفتح ثغرة دخلت منها القوات العراقية لتبدأ تحرير المدينة كلها. 

انتقلنا مع أم يوسف إلى سطح بيتهم الثاني لترينا المكان الذي وجدت فيه جثة أخيها أبو حسان على السطح المجاور لهم بعد إصابته برصاصة في العنق خلال محاولته الانتقال من سطح لآخر خلال  مقاومتهم مسلحي داعش. كان قد طلب من أخته وأخيه أبو مدين الانسحاب من البيت بعد أن حاصرهم الدواعش، ليبقى مع ابنه وأبناء أخيه يقاومون من على الأسطح وفي الأزقة.

خلال توجهنا لزيارة أخيها أبو مدين الذي قدم لوطنه ثلاثة من أبنائه الشباب، حدثتنا أخت الرجال عن مشاعر الفخر التي تزهو بها بالرغم من خسارتها أخاً وأبناء إخوة. اعتبرت أنها مستمرة في المقاومة والصمود. فهي تسهر على تربية أولادها وأولاد الرجال الذين قدموا لهم دمهم ليعودوا أحرارا في مدينتهم وبيتهم وشارعهم.

بعد أن انجلى غبار معارك التحرير، تناقل أهل منطقة وادي حجر قصة المقاومة السرية التي كانت تقوم بها عائلة سناء عبدالله على مدى السنوات التي أحكم فيها داعش قبضته على الموصل. ،وصلت قصة شجاعة هذه العائلة وتكاتفها في التخطيط والتنفيذ والإقدام على التضحيات لتضج في أرجاء البرلمان العراقي.