سلسلة من الظلمات إلى النور

صباحات مدينة الموصل العراقية عادت تنبض بأصوات روحها التي قامت من بين أنقاض التطرف الذي غلفها به داعش بضعة أعوام خلت، حين اجتاحها وسيطر على شرايينها النابضة بالحياة. جذوة الأمل التي تشتعل في حوالى مليونٍ ونصف المليون من أهلها تعيد شيئاً فشيئاً وهج الحياة الموصلية. تلك الحياة التي قاومت على مرّ العصور كل من حاول إطفاءَ جذوتِها، ثقافتها وألحانها..

سامر سعيد، واحد من هؤلاء الموصليين الذين دفعوا ثمن حريتهم إبان سيطرة داعش بالتخفي، في محاولة للبقاء على قيد الحياة. بعد دحر داعش، يعمل سامر بكل ما أوتي من حبٍ للحياة على دحر ثقافة داعش وفكره المتطرف للنهوض بمدينته التي يحب.

كان العمل الإعلامي لسامر سعيد أي أحمد الخالدي عملاً بالتخفي حتى قبل احتلال داعش الموصل تفادياً لانتقام فلول القاعدة أو خلاياها المتخفية في المدينة، اليوم صار مدعاة فخر له. فقد عرف أن عليه أن يرفع الصوت عالياً ليصل لكل موصلي ويساهم في دحر الخوف الذي زرعه داعش بالنفوس.

إلى جانب التقديم والإخراج الإذاعي، يساهم سامر سعيد في تدريب الإعلاميين الشباب الذين يلتحقون بالعمل. وبقدر فرحته بالشهرة التي كسبها من اعتماده اسم لاعب كرة قدم عراقي شهير حتى أحب الاسم أكثر من اسمه الحقيقي، فإن أجمل فرحة في حياته كانت يوم تحرير الموصل.

ناجياً من آخر محاولة قتل على يد داعش، يعرف سامر سعيد أن الحرية لها ثمن أحمر اللون. ويعرف أيضاً تمام المعرفة رائحة هواء الحرية وأنها رائحة لا تقدر بثمن.

عراق مصغّر.. مدينة تعيش بها كافة الأقليات والقوميات والمذاهب التي تشكل النسيج العراقي. هكذا يصف سامر مدينته الموصل. ويرى أنها تحتاج أن تنهض من جديد ولا بد لذلك أن يكون بصوت شبابها. وهو ما جعله يسارع بالانضمام لإذاعة شبابية أسست بعد استعادة السلطات العراقية للمدينة، ليكون له دورٌ في إيصال أصوات الشباب وطموحاتهم وآمالهم.