يتساقط المطر غزيرا في مخيم شاريا في مدينة دهوك العراقية.. هنا يقطن مهجرون أيزيديون ممن ابتليت بلداتُهم وقراهُم باحتلال داعش صيف عام ألفين وأربعة عشر…
حينها عمت الفوضى في تلك المناطق وهرب ربعُ مليون عراقي أيزيدي مستنجدين بجبل سنجار للنجاة بأرواحهم.. بضعة آلاف منهم قتلوا، وآلاف أسروا، وآلاف آخرون تناثرت جثثُهم في عشراتٍ من المقابر الجماعية… في هذه الخيم، تسكن قصصٌ لنساء وشيوخ وأطفال..
قصصٌ تبكي عليها سماءُ المخيم وتتجمع آلامُها في بركٍ متناثرةٍ هي أيضا في طرقاتٍ موحلة.. هاجر، سلمى، سامي، كمال وسعيد وغزال.. بعضُ من نجا من بطش داعش. منهم من يحلم بعودة إبن أو إبنة، ومنهم من يحلم بحضن والديه، ومنهم من عجز دمعُه من هول ما رأى، فجفَّ في العيون..