وثائقيات | مشاريع الحلقة 6
خلال السنوات العشر الماضية، تضاعف استخدام الإنترنت في المنطقة العربية ١٥٠ ضعفاً؛ حتى أصبح استهلاك العرب للإنترنت من الأعلى في العالم. في الإمارات، تصل الإنترنت إلى ٩٩٪ من السكان؛ وهي أعلى نسبة في العالم. ٨٠٪ من المستخدمين العرب يستخدمون السوشيال ميديا يومياً؛ وهذا يعني الكثير بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
للإطلاع على كل “وثائقيات الآن” اضغط هنا
بحلول ٢٠٢٠، يتوقع أن تسهم السوق الإلكترونية بحوالي ٩٥ مليار دولار سنوياً من الدخل القومي لدول الشرق الأوسط. ونعني بالسوق الإلكترونية كل شيئ ذي علاقة بالاستهلاك على الإنترنت: تسويق، إعلان، محتوى، وخدمات.
في الكويت، شركة غالية كانت من أوائل الشركات التي تنبهت لهذا المسألة وفي وقت مبكر.
غالية – عبدالرزاق المطوع – الكويت
غالية هي أول شركة تسويق رقمي كويتية ورائدة في هذا المجال على مستوى الخليج. أسسها عبدالرزاق المطوع في عام ٢٠١١ وكان في الرابعة والعشرين من عمره.
درس عبدالرزاق فن الإخراج في جامعة الكويت، لكنه أتبع ذلك بدراسة الإعلام في أمريكا.
فمنذ كان فتياً، وهو يعشق التلفزيون والصحف ويتابع الشكل والمضمون.
بدايات الشركة كانت متواضعة، ولولا إصرار عبدالرزاق على النجاح، ما كانت. فالتحدي هنا لا يقتصر على إنشاء عمل مربح، وإنما يتجاوزه إلى إقناع الجمهور بمنتج جديد مثل الإعلام الرقمي.
بعد تخرجه، عمل عبدالرزاق في عدة شركات إلى أن قرر تأسيس عمله الخاص. فكرته كانت غريبة. فالمنطقة كانت حديثة العهد بالإنترنت. وتطبيقاتها في مجال الأعمال.
لم ينجح عبدالرزاق في تحفيز المستثمرين. فلجأ إلى الأصدقاء وتحديداً نورا المفرج، التي بالإضافة إلى أنها شريكة، هي مديرة العمليات في غالية. وتفخر غالية في أن الإناث يمثلن أكثر من ٧٠٪ من كادرها.
بطاطيخ – محمود الحموي – الأردن
في عمان ينتشر بيع البطيخ صيفا على جنبات الطرق. علاقة البطيخ بالمستهلك لا تتعدى أن شراء البطيخة أو طلب طبق الفاكهة في مطعم مثلا. لكن ما صنعه شباب أردنيون في بطاطيخ أعاد تعريف شكل هذه العلاقة.
في شتاء ٢٠٠٩، كان محمود الحموي يأخذ في الجامعة الأردنية مساقاً عن الأعمال الريادية. تخصصه الرئيس كان أنظمة المعلومات والفرعي كان إدارة الأعمال. في نفس الوقت كان واصدقاءه يبحثون عن عمل في عطلة الصيف. فأقاموا (عريشة) بطيخ في سوق جار في جبل عمّان. وهو من النواحي القديمة الحديثة التي تستقطب الشباب والسيّاح. يفتح السوق أيام الجمع في الصيف من مايو أيار حتى سبتمبر أيلول. يوفر الأكشاك لأصحاب المنتجات التقليدية والحرف ولمن لا يستطيع استئجار محل ودفع الرسوم للترخيص المعتادة.
وحتى يقنع محمود ورفاقه سوق جارا باستضافة مشروعهم، لجأوا إلى تقديم البطيخ بشكل غير تقليدي بتقطيعه على شكل بيتزا؛ ترتيب مكعباته مثل الشيش كباب؛ وتقديم العصير الطازج.
بعد انتهاء عطلة الصيف، أدرك محمود ورفاقه أن أمامهم فرصة استثمار عظيمة. محمود قرر أن يتابع هذه الفرصة. ولم يكن القرار سهلاً على خرّيج الـ IT وإدارة الأعمال. فكيف يترك ما درس إلى “بيع البطيخ”؟ وكيف يعتمد على بضاعة موسمية في الإنتاج والاستهلاك. كان أمامه حلّان، اتخاذ عمل آخر موازٍ، أو الانتقال إلى صيف آخر. وهكذا قرر أن ينتقل شتاء إلى دبي.
اليوم، بطاطيخ علامة معتمدة. صنفها موقع ومضة المتخصص في الأعمال الريادية بين أهم عشرة مشاريع متخصصة في الطعام في العالم العربي.
زين – درة الزياني – تونس
في المنطقة العربية، تملك النساء ١٤٪ فقط من الأعمال الناشئة. وهذه نسبة متدنية جداً على مستوى العالم ولها أسبابها التاريخية والاجتماعية. لكن، في التفاصيل، نجد أن ربع الأعمال الناشئة في دبي تملكها نساء؛ وقيمة الأعمال التي تملكها نساء في الخليج تبلغ حوالي ٤٠٠ مليار دولار. ونجد أن الأعمال الناشئة التي تملكها نساء والاكثر توظيفاً هي في تونس.
تحمل درة الزياني إجازة في الهندسة المعمارية. لم تحلم قط في أن تعمل في مجال صناعة الحلي والإكسسوارات. كل شيء بدأ صدفة. كانت تعمل على مشروع تخرج واستخدمت قطع من الإكريليك شبيه الزجاج لتزين ما صنعت. صديقة لها أحبت التصميم وطلبت من درة أن تطوع لها الإكريليك والخرز الزجاجي وتصنع لها عقداً. نشرت الصورة على الإنستغرام، وفي وقت قصير وجدت درة أنها تستطيع امتهان صناعة المجوهرات، وهكذا كانت زين: الجمال.
تعتمد درة على المهرجانات العالمية والسوشيال ميديا لتسويق منتجاتها. طورت خط الإنتاج ليشمل الأحذية والحقائب. وكل قطعة تصنعها متميزة حتى لا تجد شبيهاً ما يزيد من قيمتها الفنية والنقدية.