زيارة رائعة إلى مستشفى مدينة روان الفرنسية
سبق و زرت العديد من المدارس خلال السنوات الماضية ؛ تلك هي متعتي و شغفي و مصدر الهامي الاكبر.
بدأت تجربتي منذ كان عمري سبعة سنوات قضيت تجارب كانت مختلفة الواحدة عن الأخرى.
استمتعت بكل لحظة منها و تعلمت اشياء جديدة ؛ اكتشفت عالم الاجئين، عالم العائلات المنكوبة، عالم ابناء المشاهير… تقدمت امامي العديد من الفرص للتعرف على الآخر و بناء علاقات.
ترافقني طوال الحياة، بالأحرى، هي علاقات لن اتخلى عليها ابدا لانها علاقات استثنائية، ممتعة، عجيبة و مذهلة.
اردت خلال هذه الاشهر الاخيرة ان اقوم بتجربة مختلفة ؛ تجربة تبقى في خاطرتي و لا يمكنني نسيها ابدا، اردت كذلك ان تكون هذه التجربة مع الأطفال لان فرحتي و سعادتي تتمثل في لقاء الاطفال.
قرابة عمرنا و احلامنا تجمعنا و تجعلنا نتحد لاجل السلام، بفضل لقاءاتنا، نستطيع ان نوصل رسائل ايجابية و قوية الى اعلى المستويات الدبلوماسية.
أتتني دعوة لازور اطفال مستشفى مدينة روان الفرنسية ؛ الاطفال الذين يعيشون بعيدا عن الحياة الطبيعية و حيويتها و الذين لم يمتنعوا عن الامل و التفاؤل ؛ اطفال صمدوا رغم كل التحديات ؛ البعض منهم دخل هنا لانه حاول الانتحار و الآخرون بسبب مرض خبيث لكن ما كان يجمعنا كان اقوى بكثير. كنا متجمعون لاجل السلام.
هناك العديد من القصص الحزينة و الظروف الصعبة. علينا ان نتجاوزها و ان ننظر دوما الى الامام
الحياة قد تكون احيانا مرعبة للبعض منا لكنها في نفس الوقت تقدم لنا العديد من المفاجآت.
المفاجآت تجعلنا نتأمل دوما الى التغير و الى وقوع احداث لم نتوقعها و لم نسبقها، لم يكن اي طفل في هذا المستشفى توقع يوما ما انه سيقضي اسابيع او اشهر في هذا المكان لكن هكذا كانت الحياة و يجب التأمل الى الافضل.
هكذا زار حديثنا. وقع ما وقع و لا نستطيع ان نغير الماضي. لا يوجد اي احد على هذا الكون بامكانه ان يعود على الماضي و يخفيه لكن الاهم في الخطوات المستقبلية. كنا جميعا اطفال و شباب و مازالت الحياة امامنا. لسنا الا في بدايتها و نحن من نقرر مستقبلنا و نبنيه.
كانت ظروف الاطفال صعبة جدا في المستشفى و كانوا محرومين من استعمال هاتفهم الجوال. ذلك لم يمنعنا من التقاط فيديو اكدنا فيه للعالم اجمعه ان الحياة تستمر رغم كورونا و الصعوبات و الكوارث و العواصف.
انعقد لقاءنا في مدرسة المستشفى حيث كان الاطفال يدرسون رغم ظروفهم و لم يفرطوا في حقهم للتعليم. التعليم اولويتنا.