حلم الملايين من الأطفال حول العالم
كم من مرة حلمت بتلك اللحظة التاريخية التي يتحقق فيها أحلام أطفال العالم؛ تلك الأحلام التي ترفع قيم السلام والمحبة بين الشعوب إلى أعلى القمم.
تلك الأحلام التي نراها فقط في الأفلام وفي مسلسلات والت ديزني؛ أحلام وعدت نفسي بأن أبذل كل لحظة من حياتي لأجل تحقيقها حتى وإن لم أنجح في تلك المهمة، أردت أن أقوم بكل ما في وسعي وأحاول.
“الأمل لن يفارقني”، تلك هي الكلمات التي رددتها في خاطرتي، اليوم أشارك هذا المقال معكم رفاقي لأن خطواتي الأولى بدأت مثل خطواتكم.
كنت أقرأ الجرائد Le Monde, Libération, La Presse، كنت أشاهد الفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي وكنت أتابع منصات الأخبار العالمية.
كنت أرى أن هنالك بعض الرسائل التي كانت تمر بسهولة وأخرى لا يراها الناس ويتجاهلونها، حيث لا تكسب أي اهتمام من قبل الجمهور.
فهمت حينها أنه كان على أن أستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافي، نعيش في عالم يتغير بسرعة خيالية وفي قرن أساسه التكنولوجيا و الوسائل الرقمية.
كنت أنبهر عندما أرى سرعة انتشار شريط فيديو خلال ثوان بعد نشره علىً تيك توك أو إنستغرام، كنت أكتشف عالما متزامنا مع عالمنا لكن يعكس بصفة أقوى سرعة التغير والتفكير والتقدم.
بدأت جولتي بين الدول العربية، وخلال كل واحدة من زياراتي كنت أسجل فيديوهات أنشرها في الإعلام تصل نسبة مشاهدتها إلى إعداد كبيرة جدا.
فيديوهات كانت تختلف عن فيديوهات الراب والموسيقى أو حتى عن الفيديوهات السياحية؛ كنت أظهر نتائج لقاءاتي مع كبار المسؤولين إلى الجمهور.
وكنت كذلك أتحدث عن الأجواء الخاصة لكل بلد وتقاليده التي كانت تحسسني أنني في بيتي و بين أهلي، ذلك كان الإحساس الذي جذبني منذ البداية في الوطن العربي.
كنا نتكلم نفس اللغة؛ اللغة العربية وأينما كنت من المغرب إلى سلطنة عمان، كنت أتحدث باللغة العربية وكانت لغتنا تربطنا.
نسمع يوميا الكثير من الشعارات التي تقول إن اللغة أداة تواصل بين الشعوب؛ البعض منا لا يستوعب ذلك منذ اللحظة الأولى ولا يصدق الأمر.
كنت قد عشت بنفسي التجربة وكان ذلك يعطيني قوة أكبر للتحدث عن الموضوع والمدافعة عن القضايا السلمية التي كنت أحملها. أتذكر دوما لقائي مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطان ابن عبد العزيز آل سعود عندما استقبلني لمدة ساعتين في بيته وناقشنا العديد من المواضيع.
كان هذا اللقاء من اول لقاءاتي في الخليج، هناك كلمات خلال مقابلتي مع سموه لم أنسها أبدا؛ فعندما تحدثنا عن تقاليد العرب والبدو وخاصة عن الخيم التي نجدها في معظم البيوت الخليجية “نعتز ونفتخر بتراثنا”.
تلك الجملة التي تبقى دوما اتجاهي الرئيسي الذي أسلكه وأتبعه كل مرة أحس بصعوبة أو بعبور ممر شاق.
أن نفتخر بهويتنا هي الخطوة الأولى في طريق طويل لأجل النجاح والتقدم.
عندما وصلت إلى مسقط، في سلطنة عمان، والتقيت بكبار المسؤولين، رأيت بعيني الأجواء العمانية التي كانت تختلف عن كل الأجواء الأخرى التي شهدتها من قبل.
عندما كنت أرى تصميم الوزارات وبنيتها وترتيبها التقليدي كنت أحس أن هناك تراثا خاصا للبلاد يفتخر ويعتز به شعبه.
كنت أسجل من هناك كذلك شريط فيديو ويتنشر بنفسه وكانت الحلقة تدور.
كنت أشارك مع الشباب والاطفال كل تراث وطني أكتشفه كي يخلق جسور تواصل بين الشعوب.
إن اكتشاف الآخر يمثل البداية لأجل الوصول إلى السلام ولذلك أود أن أختم هذا المقال بعبارة”ولكن دائما في السلام”