أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)
قبل بضعة أسابيع، كتبت لـ “أخبار الآن” مقالا وطلبت نشر صورة معينة لإتفاق الرياض، فكانت إجابة المحرر المسؤول أننا في أخبار الآن ملتزمون بنشر الصور التي لدينا حقوق نشر فيها فقط، ولا يمكننا نشر أي صورة لا نمتلك حقوقها أو ليس لدينا تأكيدا بأننا قادرون على ذلك.
الصحف وقنوات الأخبار ووكالات الأنباء عموما، ومنذ عقود طويلة، تلتزم بذلك الميثاق الإعلامي المتفق عليه قانونا وعرفا، وغير قابل للتحريف أو التلاعب، وغير قابل للتجاوزات التي من شأنها إثارة البلبلة والفتن، أو إثارة النزعات الطائفية والدينية والعرقية، وكذلك عدم المساس بسلامة الأفراد الشخصية، أو تطال حياتهم الشخصية بشكل مباشر، مع التفريق بين الشخصية الإعتبارية، كرئيس دولة أو رئيس وزراء، وبين شخصيته الفردية بعيدا عن مكانته الإعتبارية.
الجميع تابع الأسبوع الماضي، صدور خبر من إحدى الصحف، تنشر صورة لأمير قطر ، تميم بن حمد، وهو يبكي على فراق أمير الإنسانية، سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، رحمه الله، ولكن بعد ساعات، قامت الصحيفة بالتصحيح والإعتذار ونشر الصورة الحقيقية غير المفبركة، وهي صورة لأمير قطر بدون بكاء أو مشاعر مرفقة مع الخبر.
قد يبدو الأمر بسيطا للوهلة الأولى، خبر منشور بطريق خاطئة أو مقصودة، ثم يتم التصحيح والإعتذار، ولا نقول أن هذه الأخطاء لا تقع، ولكن الباب الذي فتحته هذه الصورة، قد آثار جدلا كبيرا تابعته شخصيا، في مواقع التواصل الإجتماعي، حيث هبّ مجموعة كبيرة من الإعلاميين القطريين، وقبل نشر الإعتذار والتصحيح، لإبراز المشاعر الفياضة المختلفة لأميرهم على وفاة أمير الكويت، وبدا وكأن الآخرين، خاصة في دول المقاطعة، ليس لديهم مشاعر، مع أن الحقيقة لم تكن كذلك على الإطلاق.
تزييف الحقائق، في القنوات الإخبارية وعلى منصات التواصل الإجتماعي، ليست جديدة، فمنذ الربيع العربي المشؤوم ، الذي أهدر دماء ومقدرات شباب الأمة، وجعلهم يطاردون وهما وسرابا، خلف الجماعات الإرهابية، سمعنا عن كثير من أفلام الفيديو التي تم تصويرها وتزييفها، وثبت ذلك قطعيا لاحقا، والتي استخدمت في الترويج لوجود ثورات في سوريا وليبيا، ثم تزوير حادثة (ميدان رابعة) في مصر، والتي نشرت لاحقا حقيقة تلك الفيديوهات، بعد عمليات التصوير المفبركة، فقام الموتى من أكفانهم يبتسمون ويضحكون..!
غير ذلك، كان مسلسل التأمر والتزييف مستمرا، حين تم تسريب ونشر مكالمات هاتفية مسجلة، تثبت تآمر أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائها السابق، حمد بن جاسم، مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لإغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله تعالى، وكذلك نشر تآمر جماعة الإخوان المسلمين، في خيمة القذافي، لزعزعة الأوضاع في السعودية، من خلال القبائل، وغيرها من المؤامرات التي تؤكد أن الأخبار المفبركة والمزيفة التي كانت تنشر، طيلة سنوات، كان هدفها إثارة الفتنة والترويج لتلك المؤامرات.
مسلسل التزييف لم يتوقف، فمنذ سنوات، وقناة الجزيرة في قطر، تبث برامج وتقارير إخبارية، يتم تصنيعها لإثارة الفتن، مستندة على معلومات غير صحيحة، أو أدلة غير حقيقية، لكن يجري التلاعب فيها، ومثال ذلك حديثها المتكرر حول جزيرة سقطرى، وتصوير أن سقطرى قد تم إحتلالها، أو السيطرة عليها، وتُظهر شهود عيان دفعت لهم القناة، لحديث تبين أنه غير صحيح لاحقا، وأن سقطرى تتمتع بحريتها المطلقة في ظل المجلس الإنتقالي الجنوبي ورعايته.
حان الوقت، للمشاهد والمتابع العربي، أن يتوقف عن تصديق الأكاذيب المغلفة بالتصريحات والبيانات والأدلة المزورة، وأن يعي بأن الإعلام الحقيقي المهني المحترف، لا يقبل التزييف والتزوير ونشر الإشاعات والأكاذيب.
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن