أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نورا المطيري)
بعد دعوة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وضمن جهود الرياض المستمرة والدائمة لرأب الصدع ووقف نزف الدماء وحقنها بين شمال اليمن والجنوب العربي، وفي ظل استجابة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لطلب “وقف إطلاق النار وإيقاف التصعيد في كل المحافظات بأشكاله كافة، وبدء لجان الطرفين في الاجتماع بالمملكة للتنفيذ العاجل لاتفاق الرياض”، تلقت الآلة السياسية والإعلامية الإخوانية المدعومة من قطر، وكذلك قيادات وإعلام ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعوم من إيران، صفعة أفقدتهما التوازن، وبدأ التخبط الإعلامي، من قبل عملائهما المعروفين، يكشف عن نواياهم الخبيثة، في الطعن بالتحالف العربي واتفاق الرياض.
المراقب يلاحظ بكل سهولة، أن الصفعة التي تلقاها الإعلام الإخواني، من الأسماء المختبئة في عباءة الشرعية اليمنية، كانت شديدة لدرجة أنهم اضطروا في كثير من المواضع والمواقع مهاجمة اتفاق الرياض، والذي يعني بشكل واضح، هجوماً مباشراً على التحالف العربي، ضاربين بعرض الحائط، التضحيات الكبرى التي قدمها التحالف، طيلة السنوات الخمس الماضية.
السعودية لم تتوقف عند طلب وقف إطلاق النار، بل أرسلت بصورة عاجلة مراقبين عسكريين من القوات المشتركة إلى محافظة أبين، لضمان تحقيق وقف إطلاق النار والفصل بين القوات من ناحية، ولقطع الطريق أمام الأبواق الإخوانية الإرهابية، التي جرّتها الصدمة والتخبط، لرفض وقف إطلاق النار، ورفض طلب لجنة الوساطة والإصرار على استمرار القتال، من ناحية أخرى، فنشطت الأجهزة المختلفة للتحالف العربي والديبلوماسية السعودية للدفع بالتعجيل في تنفيذ اتفاق الرياض، بأقصى سرعة ممكنة.
لا شك أن إجراءات ميليشيا الحوثي الكثيرة، سواء السياسية أو العسكرية بمحاولة تهديد الرياض بصواريخ تصدت لها الدفاعات الجوية السعودية ودفنتها في مهدها، أو من خلال الإعلام الحوثي المزور والمتخبط، هي إجراءات مكشوفة للعلن، ولا تحتاج مراقباً لرصدها، وكذلك الأمر بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية، التي تدين بالولاء الكامل لتركيا وقطر، والتي حاولت الوقوف بوجه اتفاق الرياض منذ حوار جدة وقبل وبعد توقيعه في نوفمير 2019.
ولكن المشكلة التي لا يمكن حلها، هو بعض الأصوات التي تحاول بأي وسيلة، إيجاد شرخ في العلاقة بين المجلس الإنتقالي الجنوبي وبيان التحالف العربي بقيادة السعودية، غير مدركين، للأهمية الاستراتيجية لهذا الحليف المؤتمن الوفي، الذي يقر ومعه شعب الجنوب العربي كاملاً، أنه يتفق مع قيادة التحالف العربي وتوجيهاتها التي تنشد الأمن والاستقرار، منذ انطلاقة عاصفة الحزم، وحتى يومنا هذا.
الأصوات النشاز، التي تلقت ذات الصفعة، تترك إعلام الحوثي والإخوان، يرتعون شرقاً وغرباً، وتتجاهل كل ما يصدر عنهما من طعن وتشويه في التحالف العربي، وتترك عملائهم المعروفين، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها حول استمرار الحرب ونزف الدماء وحول طلباتهم المتكررة العلنية بالهيمنة التركية على اليمن، ويترصدون أية مقال أو تصريح، لمهhجمة الحليف الوفي، سواء أكان ذلك جهلاً برؤى التحالف العربي الشاملة، أو بسبب قناعات قديمة عفى عليها الزمن، وخضعت للمتغيرات والوقائع، أو لأسباب أخرى غير مفهومة..!
سيمضي اتفاق الرياض، كبارجة تعبر كل هؤلاء المزيفين والعملاء والمارقين، وسيرى العالم قريباً حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب في اليمن، وبدء التنمية والاستقرار السياسي والإقتصادي، وسيجد الحوثي نفسه وحيداً محاصراً ليس لديه سبيل إلا بالعودة عن انقلابه المشؤوم، وتقديم طلب لتسوية سياسية، تعيده إلى مكانه وحجمه الطبيعي.
تكتب لصحيفة البيان الإماراتية، وتكتب زاوية ميثولوجيا سياسية في وصحيفة عكاظ السعودية، مديرة مشروع نورسين الثقافي الحضاري، ممثلة برامج معهد المجتمع والحيوان (Animals & Society Institute) في الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً: