أخبار الآن | مقال رأي
لا يمكن تشبيه جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن بأنها تُشبه النعام، بإعتبار أن طيور النعام لا تخفي وجهها في الرمل بسبب الجُبن والخوف، كما هو شائع خطأ، بينما الإخوان، ومنذ انقلاب الحوثية الإرهابية واحتلال صنعاء في العام 2014، وبسبب الجُبن أولا، وبسبب أن طبع الخيانة المتأصل في هذه الجماعة حتى النخاع، يخفون مع وجوههم في الرمل، المئات من ملفات التآمر والخيانة مع الحوثية ومع تركيا وقطر.
النعام، وحسب رأي العلماء، وحين تستشعر الخطر، تتحول إلى أسد، ويصبح أحد أصابعها سلاحا فتاكا لكل من يحاول مهاجمتها، وتركل بساقيها،إذا وجدت نفسها مضطرة إلى الدفاع عن عشها، أما الإخوان، وحين انقلبت الحوثية الإرهابية، واحتلت العاصمة صنعاء، وراحت تفتك بالأبرياء والأطفال وتغتصب النساء وتصادر الأموال، فإنهم لم يتحولوا إلى أسد، بل زحفوا طائعين مذلولين، لتقديم فروض الطاعة والولاء، وفتحوا للحوثي، في 27 نوفمبر، صفحة جديدة، وفتحوا له معها بوابات صنعاء على مصراعيها..!
منذ ذلك التاريخ، يوم الخيانة الكبرى، وحتى اليوم، لم يتمكن الإخوان من تحقيق نصر واحد حقيقي على الأرض، لأن الهدف كان منذ البداية هو التشويش، هذه هي السياسة المخططة، التي اعترف بها نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، ابراهيم منير، والقيادي الإخواني محمود الأبياري، في نوفمبر 2019، عبر تسريبات للموقع الأمريكي “ذا إنترسيبت” عن لقاء بين الإخوان والحرس الثوري الإيراني في تركيا في العام 2014، ولقاءات أخرى منذ العام 1979، جاءت كلها بهدف واحد قديم، منذ نشأ الماسوني حسن البنا، وهو النهش في قلب الأمة لإضعافها وليسهل الإستيلاء عليها من قبل الصهاينة والفرس والعثمانيين.
التشويش الإخواني في اليمن، ومنذ خمس سنوات، لم يتوقف، تمكنوا من إختراق الشرعية اليمنية، وأحاطوا بالرئيس هادي، ثم من الوزارات كالداخلية والنقل والخارجية، وإخترقوا الجيش اليمني، فأصبح المتابع والمهتم حائرا وهو يرى الجيش اليمني، وبدل الصمود على الجبهات مع التحالف العربي ضد الحوثية، يراهم يتركون الجبهات والمعدات العسكرية ويذهبون جنوبا، فيظن أن الوطنيين الأحرار من الجيش اليمني هو من يفعل ذلك، بينما الحقيقة، التي يعلمها كل متخصص، أن ميليشيات الإخوان فقط وقطيع القاعدة وداعش، هم الذين يرتكبون اليوم الإنتهاكات والإعتداءات الغاشمة المسلحة في جردان ونصاب بمحافظة شبوة الجنوبية.
يتفق خبراء السياسة عموما، أن التشويش الإخواني المخطط في اليمن، لا يختلف عن التشويش المتعمد الذي يقوم به الإخوان في ليبيا، عبر حكومة الوفاق، والسبب الرئيسي أن القيادات الإخوانية المصرية والليبية واليمنية وغيرها، يلتقون بشكل دوري في تركيا، وحسب توجيهات يوسف القرضاوي، لتقديم المقترحات الخبيثة، الواحد تلو الآخر، لحكومة أردوغان، والتي تستهدف بشكل أساسي ليبيا ومصر وتونس واليمن والصومال، مع تقديم تمويل قطري لتمويل أية عملية يمكن تنفيذها.
لذلك من السهل جدا ملاحظة الدعم الإعلامي الواسع، الذي تقوم به قناة الجزيرة لكافة المخططات الإخوانية، فتظهر مذيعة تعلن البيان الأول لإنتصار إخواني على الجيش الوطني الليبي في أحد المواقع التي تركها الجيش خوفا على المدنيين، وأصبح عاديا، رؤية وزراء الإخوان في الشرعية يتحدثون عبر الجزيرة يطعنون في التحالف العربي، وكأنّه ليس مستهجنا أيضا، رؤية عبدالملك الحوثي، يطل عبر الجزيرة، كلما أمر بذلك..!
الإخوان الإرهابيون، لا يشبهون النعام الذي يدافع عن عشه وأطفاله، بل ترك الإخوان بيوتهم ليعيث فيها الحوثي خرابا، والعثماني فسادا، وتركوا الجبهات التي أعدت لمناصرتهم، وراحوا يقتلون أطفال شبوة وطرابلس..!
تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن
مصدر الصورة: Photo by Mohammed Hamoud/Getty Images