أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (جمانة عيسى)
فيما عدا الشعارات الرنّانة والتوصيات التي اعتاد المواطن العربيّ على الاستماع إليها، مرارا وتكرارا، بعيد أي قمة عربية، اتّسم "إعلان نواكشوط" الصادرعن الدورة السابعة والعشرين للقمة العربية، الأولى التي تستضيفها موريتانيا، بالأمل والمناشدة والترحيب، لتضع الإصبع على الجرح مجددا بأنّ ما بيد العرب للقيام به ضعيف في ظل تظهير صور خلافاتهم البينيّة أكثر فأكثر في هذه القمة والتي انعكست تمثيلا ضعيفا لعدد كبير من هذه الدول بما لم يلبّ طموحات الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي تفاءل قبيل انعقادها بأنّ التمثيل سيكون في حدود "الوسط"!
فلم يحضر قمة نواكشوط سوى ستة زعماء إضافة إلى الرئيس الموريتاني نفسه ، وكان تمثيل العدد الآخر من الدول ، ذات الثقل العربيّ ، ضعيفا بما لم تتكشّف أسبابه بعد .
ولكنّ الواضح، حسب وسائل إعلام موريتانية، حجم الخلافات الحادة بين حاضري القمّة، وكان أبرزها بشأن القضية السورية المستمرة تقتيلا وتدميرا وتهجيرا منذ أكثر من خمس سنوات، إذ انقسموا بين مؤيّد لمنح مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة السورية، ورافض لهذه الخطوة، ومحايد، فكان ذلك أبلغ صورة عن الوضع الذي وصلت إليه الأمة العربية في كل شؤونها .
كما غابت عن القمة، تقريبا، جلسات النقاش الجانبيّة بين رؤساء الوفود، فكان هذا النقص في الروتين المعتاد لهكذا قمم، خير مثال على حال الاصطفافات والاستقطابات التي يرزح تحتها العالم العربيّ.
والحال هذه ، اختصرت نواكشوط أعمال القمة وخلافاتها من يومين ، كما جرت العادة ، إلى يوم واحد ، ولعلّ هذا الخبر الوحيد المريح الذي استمع إليه المواطن العربي من هذه القمّة ، كي لا يضطر إلى مشاهدة إخفاقات أكثر فأكثر، هو الفقير – النازح – الرازح تحت القصف – المرهوب – الهارب…..
يبدو أنّ المكسب الوحيد من هذه القمة ، كما يتّضح للحظة ، هو كسب نواكشوط رهان عقدها على أراضيها ، ونجاحها في تنظيمها من الناحيتين اللوجستيّة والأمنية، فهنيئا لموريتانيا!
القادة العرب يؤكدون على مكافحة الإرهاب
ملفات الأمن والإرهاب تهيمن على أعمال القمة العربية