الحوثي اعترف بمقتل الأطفال بسبب الأدوية “منتهية الصلاحية”
- الميليشيات تحاول “التبرير” بإرجاء الأزمة للحرب
- الميليشيات: 19 طفلاً حُقنوا بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية
داخل مستشفى يخضع لسلطة جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء، قتل وأصيب عشرات الأطفال من مرضى سرطان الدم، وذلك بعد تناولهم أدوية منتهية الصلاحية، وعلى إثره دعت منظمات حقوقية إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الحادثة.
وفي بيان مشترك، قالت منظمة سام للحقوق والحريات والمركز الأمريكي للعدالة ومنظمة جسور، إنه ينبغي على المجتمع الدولي لا سيما منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” وكافة الجهات الدولية ذات الصلة فتح تحقيق دولي وعاجل في تداعيات وفاة وإصابة عشرات الأطفال المصابين بمرض السرطان داخل أحد المشافي الخاضعة لسلطة جماعة الحوثي، بعد إعطائهم أدوية منتهية الصلاحية وفاسدة.
وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي أقرت في بيان لها، الخميس، حقن 19 طفلاً بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية، توفي منهم 10 في مستشفى الكويت.
وأشارت المنظمات إلى أن مصادر إعلامية يمنية أكدت ارتفاع عدد الوفيات من الأطفال المصابين بالسرطان نتيجة الدواء “غير معلوم التركيبة” الذي صرفته وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي، حيث أكدت المعلومات المحلية بأن عدد الوفيات ارتفع إلى 20 طفلا حتى مساء الخميس وأن 30 طفلاً لا يزالون في العناية المشددة.
ولفتت إلى أن المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، كانت قد كشفت عن وفاة عشرات الأطفال من مرضى السرطان في صنعاء أواخر شهر سبتمبر 2022. حيث أوضحت المنظمة بأن وزارة الصحة والسكان في حكومة الحوثيين قامت بصرف جرعات علاجية منتهية الصلاحية بعد أن تم تزييف تاريخ الصلاحية ما أدى إلى وفاة عشرات الأطفال المصابين بالسرطان.
قال حسام اليافعي مدير منظمة جسور إن ما حدث جريمة تمس الأمن الصحي لكل يمني، وإن صمت جماعة الحوثي عن هذه الجريمة يضع أكثر من علامة استفهام حول دورها ومسؤوليتها.
وبحسب اليافعي فإن هذه الجريمة تكشف مدى خطورة الوضع الصحي في اليمن، خاصة فيما يخص ذوي الأمراض الاستثنائية كالسرطان والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض المستعصية، والذي أصبحت جماعة الحوثي مشكوك في إدارتها لهذا الوضع الصحي، خاصة بعد تسربات صحفية أظهرت قيام جماعة الحوثي ببيع المساعدات الطبية من أدوية ومستلزمات في السوق السوداء، أو يتم تخزينها حتى تتلف ثم يقومون بتعديل تاريخ الصلاحية وإعادة توزيعها للمستشفيات الحكومية وهذا ما يُرجح حدوثه في مستشفى الكويت بصنعاء.
وقالت المنظمات إن محاولة تبرير وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي فور انتشار الأخبار عن وجود أعداد كبيرة من الضحايا بإرجاع الأسباب إلى الحرب والصراع الدائر في اليمن وبأنها تقدم كافة الإمكانيات من أجل مساعدة الأطفال في التماثل للشفاء هي محاولة للتهرب من المسؤولية ومحاولة تنصل غير أخلاقية ومحاولة رمي التهم قبل إجراء اي تحقيق محايد، الأمر الذي يضع تساؤلات كبيرة حول وثوقية ما قدمته جماعة الحوثي من معلومات.
وأكدت المنظمات على أهمية قيام الأجهزة الدولية المتخصصة بتشكيل لجنة من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وخبراء صحيين يمنيين يتمتعون بالخبرة والاستقلالية للتحقيق في الكارثة الطبية التي وقعت في مستشفى الكويت وغيرها من المراكز الطبية ومعرفة كافة الأفراد الذين تسببوا فيها وكشف ملابساتها للراي العام.