زهرة النيل.. تهدد نهر العاصي بالجفاف وتضرر آلاف المزارعين والثروة السمكية
انتشرت زهرة النيل بكثافة في نهر العاصي من سهل الغاب بريف حماة وحتى منطقة جسر الشغور و سلقين بريف إدلب وصولاً للحدود السورية التركية، مهددة الكائنات الحية والثروة السمكية والبيئة بالخطر، دون إيجاد وسائل مجدية لمكافحتها.
إذ تشكل هذه النبتة مصدراً لقلق الفلاحين والصيادين في المنطقة، بسبب النمو المتزايد لها وهدر كميات كبيرة من المياه وذلك يطرح مزيداً من التحدي للعمل على حل الأزمة.
وقال “أحمد صيبعة” أحد المزارعين المتضررين من النبتة لأخبار الآن: ” أنا كمزارع هذه النبتة تتعبني لإني حين أسقي بستاني بجانب نهر العاصي، أمضي وقتاً بإزالتها وتنظيف محيط مضخة المياه، لكن بعد ساعة تعود وتنتشر من جديد”.
ويضيف : ” لدينا كمزارعين مخاوف كبيرة من وجود هذه النبتة في نهر العاصي، التي تهدد مياه النهر بالجفاف بسبب كثرتها واستهلاك كميات كبيرة من الماء ولا يوجد لدينا مورد ثاني لري مزروعاتنا”.
وتعيش زهرة النيل على المسطحات المائية، وتشكل مستعمرات وازدادت خطورتها مع اتساع رقعة انتشارها في السنوات الأخيرة بشكل كبير، الأمر الذي يتعذر معه مكافحتها واستئصالها، ما يؤدي إلى انتشارها الكثيف في مختلف المسطحات المائية في المنطقة والمناطق المجاورة، وتأثيرها المباشر على الكائنات الحية داخل الماء ما يهدد الثروة السمكية.
و تحدث غسان الترك أحد الصيادين:” مياه نهر العاصي في الصيف أصبحت ضحلة، بسبب احتلال هذه النبتة مساحات كبيرة في النهر، وتستهلك كميات كبيرة من الماء ويخف منسوب النهر، وتقل كمية الأكسجين في الماء ما يؤدي لانخفاض أعداد الأسماك بشكل كبير”.
سرعة انتشارها واستهلاكها لمياه النهر وتغير قوامه يخلف أضراراً بيئة تستدعي تدخلاً من قبل الجهات المحلية والمنظمات المهتمة بالزراعة لوضع آليات واستراتيجيات للتخلص منها والحد من هذه الأضرار.
من جانبه قال سرّي مصطو أخصائي زراعي وبالمياه الجوفية: ” زهرة النيل نبتة وعائية تستهلك النبتة الواحدة يومياً ما يقارب من (4-5) ليتر تسبب خسائر للمزارعين من خلال انخفاض منسوب مياه النهر والتخوّف من الجفاف”.
وتابع مصطو:” تُزال هذه النبتة بطرق ميكانيكية بدائية، ولا توجد طرق ناجعة لازالتها بشكل كامل”.
وهذا يشهد نهر العاصي قلة في مياهه نتيجة إغلاق السدود في مناطق سيطرة النظام السوري لا سيما قلة الأمطار التي أدت لانخفاض منسوب مياه النهر، و عدم مكافحتها يهدد النهر بالجفاف.