حاضنات الأعمال.. فرصة لمساعدة الشركات الناشئة في التأسيس والانطلاق
- تساعد حاضنات الأعمال الشركات الناشئة ورواد الأعمال على تطوير أفكارهم بشكل مبتكر ومستدام.
- تركز حاضنات الأعمال على مجالات مثل التحديات الاجتماعية والنفايات والطاقة المتجددة وإعادة التدوير.
تُعرّف حاضنات الأعمال على أنها مؤسسات تساعد الشركات الناشئة في التأسيس والانطلاق، عن طريق تمكينهم بمجموعة شاملة ومتكاملة من الخدمات، مثل الاستشارات والخبرات، والدعم الفني، وتأمين المكاتب، والعلاقات العامة والتمويل، وفرص التكتل والتشبيك وغيرها، بحيث تسمح حاضنات الأعمال الناجحة بتدفق مستمر من الشركات الجديدة ذات الوظائف فوق المتوسط وإمكانات خلق الثروة، وهي في العادة إما تابعة لمؤسسات حكومية أو خاصة أو جمعيات غير ربحية.
وتلعب هذه المؤسسات دوراً حاسماً وبنيوياً. حيث تقوم بمساعدة رواد الأعمال الشباب في مجال المقاولات، على التفكير خارج الصندوق وتطوير نماذج أولية وتطويرها لاحقاً، واختبار حلول المشاكل الاجتماعية والبيئية الملحة بشكل مبتكر ومستدام.
وتوفر ريادة الأعمال سبلً لخلق فرص العمل مع التصدي لتحديات مثل البطالة والنفايات وتدهور الموارد الطبيعية. وعلى نحو متزايد، يبدي رواد الأعمال الشباب الحماس الكافي للابتكار وإقامة وتنمية المشاريع الخاصة بهم، خصوصاً وأنهم يقدمون أفكار مشاريع صغيرة بفرص كبيرة للاستجابة للاحتياجات المحلية، واستخدام الموارد المحلية لصالح مجتمعاتهم وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أهمية الأفكار التي يقدمها رواد الأعمال الشباب، فغالباً ما تحتاج الشركات الصغيرة إلى التوجيه والاستشارة والدعم لمساعدتها على التفكير بشكل مستدام وإقامة وتنمية أعمالهم بشكل متين وتنافسي. هذه الخدمات أكثر أهمية بالنسبة لأصحاب المشاريع الشباب، من أجل تطوير أعمالهم بشكل متخصص، يحتاجون فيه إلى معرفة وافية بمجال الإدارة والتسيير ومناهج مصممة لبلورة الحلول الاجتماعية والبيئية بشكل جيد.
وتركز حاضنات الأعمال على مجالات مثل التحديات الاجتماعية والنفايات والطاقة المتجددة وإعادة التدوير، كما يمكنها توفير دعم مالي أولي للمشاريع الواعدة، والاستعانة بخبرات رواد أعمال ناجحين، ومساعدة رواد الأعمال على الوصول إلى الأسواق ورأس المال الخاص، ويساعد دعم الحاضنات رواد الأعمال في المجال البيئي على المضي قدماً، وزيادة إيرادات المقاولات الخضراء، وخلق فرص شغل جديدة.
وفي ما يتعلق بالمراحل التي تمر منها المشاريع خلال التحاقها بحاضنات الأعمال، توجه مراسل أخبار الآن في المغرب بالسؤال إلى جميلة الحضري، وهي مقاولة اجتماعية سبق لها وأن استفادت من خدمات حاضنة أعمال في مجال المقاولات التي تشجع الاقتصاد الدائري، أفادت بأن المشاريع في مجملها حين يتم اختيارها من قبل الحاضنات، فهي ذات بعد مبتكر ويستدخل التكنولوجيا.
ويبدأ مسار المشروع حسب الحضري، بتقديم فكرة المشروع أمام لجنة انتقاء المشاريع التابعة لحاضنة الأعمال مع شرح مفصل لدراسة السوق والزبناء والنموذج الاقتصادي، وفي حال تم اختيار المشروع، يلتحق بالحاضنة ويتم بعدها تحديد احتياجات المشروع من حيث الإدارة وتطوير الفكرة ومراعاة الجوانب المبتكرة فيه، وتجويد التصور المالي ودراسة السوق.
بعد ذلك، تتم برمجة سلسلة من الورشات التدريبية ولقاءات الأعمال مع مدراء تنفيذيون ورواد أعمال في مجالات هي نفس مجالات عمل المشاريع المنتقاة، من أجل الإستفادة من التجارب وتعزيز شبكة معارف رواد الأعمال، وتقديم نصائح وتوجيهات مفيدة لتطور المشروع.
بعد تجويد فكرة المشروع، يتم تنظيم لقاءات عمل مع لجنة مشكلة من مدراء شركات كبرى في قاعة للعروض، حيث يعرض كل رائد أعمال فكرة مشروعه بعد أن تم تطويرها بشكل كاف أمام اللجنة، ويبدي كل عضو من اللجنة اهتمامه بالمشروع واستعداده لدعم المشروع، وعلى هذا الأساس يتم إيجاد تمويل للمشاريع المقدمة وحتى المشاريع البيئية منها.
واحدة من أهم حاضنات الأعمال في المغرب، نجد “بداية”، وهي حاضنة التكنولوجيا الخضراء الاجتماعية في المغرب. تأسست عام 2015 بمدينة الدار البيضاء، وقد دعمت أكثر من 60 شركة ناشئة ذات تأثير اجتماعي أو بيئي قوي.
واقتناعاً منها بالحاجة إلى بناء نماذج اقتصادية مبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية، تعمل بداية من أجل ريادة الأعمال عالية التأثير، من خلال أربع مجالات للنشاط؛ بداية إحتضان، وهو برنامج الدعم العام للشركات الناشئة وصندوق بداية وهو برنامج الدعم لتمويل الشركات التي نجحت في نيل ثقة المانحين.
ثم نجد فضاء بداية، وهو برنامج لتعزيز ريادة الأعمال ذات الأثر الاجتماعي أو البيئي، ومختبر بداية، وهو برنامج تبادل الخبرات والترويج لها في أفق تشجيع مبادرات الشباب في مجال المقاولة الإجتماعية.
وحسب تقرير البنك الدولي، فإن المنظومة البيئية لريادة الأعمال في المغرب، تتألف من عدد من منظمات الدعم المحلية والدولية، تتركز معظمها في مجال الدعم في المراحل المبكرة. وقد أنشأت العديد من هذه المنظمات مؤخراً، ولا سيما بعد مؤتمر القمة العالمية لريادة الأعمال المنعقد سنة 2014 بمراكش، وتضم المنظومة البيئية لريادة الأعمال عدة فاعلين ومتدخلين، منهم الوزارات الحكومية والمؤسسات المالية والمؤسسات التعليمية ومنظمات غير حكومية.
بهذا تكون هذه المؤسسات أحد العوامل التي تساهم بشكل إيجابي في إدماج الشباب في سوق العمل، عبر تشجيع الإبتكار في مجال الحلول الإجتماعية والبيئية، وتوفير جميع الظروف الضرورية لأجل تطوير المشاريع بشكل جيد، إلا أنه ورغم هذا الجانب الهام، لا تزال فلسفة الحاضنات تحتاج بعض التجويد من حيث انتقاء المشاريع ومواكبتها بعد انقضاء فترة الإحتضان، وأيضاً أن يتم تكسير مركزية الحاضنات في المدن الكبرى، عبر برامج حكومية تنحو منحى التعميم وتمكين جميع الشباب من فرص ولوجها والإستفادة من خدماتها.