تركيا تروج لإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق تجريبية في سوريا

  • المرحلة الأولى مما يعرف بالعودة الطوعية الآمنة
  • أنقرة باتت أقرب لإعلان تقاربها السياسي مع دمشق

 

برزت خلال الفترة الأخيرة العديد من تصريحات المسؤولين في تركيا فيما يشبه الترويج لحملة حول ضرورة التقارب مع حكومة أسد، خاصة بعد تصريحات جاويش أوغلو التي دعا فيها إلى تسوية بين أسد والمعارضة في سوريا، إلا أن محللين وباحثين سياسيين رأوا أن كلام الوزير التركي أخذ مساحة إعلانية تعدّت السياق الذي جاءت فيه.

ولعل من أبرز ما نُشر في هذا السياق ما كشفت عنه “صحيفة تركيا” حول خطة لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى ثلاث مناطق تجريبية هي حمص ودمشق وحلب، ضمن إطار المرحلة الأولى مما يعرف بالعودة الطوعية الآمنة، ثم يتم توسيع تلك المناطق في مرحلة لاحقة.

التصريحات التركية الأخيرة لم تدع أي مجال للشك بأن أنقرة باتت أقرب من أي وقت مضى لإعلان تقاربها السياسي مع دمشق، رغم عدم وضوح الأهداف الحقيقية للحكومة التركية من وراء هذا المسعى، لكن الأكثر إلحاحا بين التساؤلات التي تطرحها تصريحات الرئيس التركي تتمحور حول طبيعة تلك الخطوات المتقدمة التي تحدثها عن أردوغان، وعن الجديد الذي سيطرأ على ملف عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق.

تركيا

صورة من معبر باب الهوى (أخبار الآن)

ويقول حسن الريس من ريف دمشق دوما وهو أحد المتظاهرين الذين خرجوا الأسبوع الماضي ضد التصريحات التركية، مؤكدا أنه لا تصالح مع النظام السوري، وأن الخيار الوحيد للسوريين هو الاستمرار بالثورة حتى إسقاط النظام وأركانه وحسب قوله إن الحكومة التركية تحاول السعي اليوم من خلال تصريحاتها الأخيرة إلى التمهيد للخطوة التالي في إطار سعيها لعودة العلاقات مع دمشق وهي خطوة التطبيع الرسمي، التي تلي التصريحات السياسية.

تركيا

صورة من معبر باب الهوى (أخبار الآن)

ويتابع وهو يصف وضعه الشخصي أنه تم ترحيله من تركيا قبل أشهر فقط ضمن حملة الترحيل التعسفي التي تهدف لإعادة مليون لاجئ حسب ما كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقا وكان نصيب الشاب حسن من ذلك حيث كما يصف أنه كان عائد من عمله ولا يحمل تصريح العمل كونه

كان بانتظار استخراجه من قبل السلطات المعنية ورغم أنه كان السبب من قبل صاحب المعمل الذي يعمل فيه وكان في كل شهر يعده سوف يستخرجه له قريبا وهو الوحيد الذي كان يعامل بهذه الطريقة في المعمل فقط لكونه سوري الجنسية وحسب وصفه انه لم يتم سماعه على الإطلاق من قبل

السلطات التي قامت بترحيله وتوقعيه على أوراق ليس لديه علم عنها وتبصميه رغم أنها كان يحاول الشرح إليهم بلغتهم كونه طليق اللغة التركية بعد تواجده فيها لسنوات طويلة ولكن يقول أصبح اليوم الترحيل في تركيا بشكل تعسفي دون التفريق

وحول رأيي الشارع السوري اليوم يصف أنه هناك غضب شعبي كبير من السياسية الاخير التي تتبعها تركيا خاصة بتواجدها في سوريا وقمعها لنا داخل بلدنا ناهيك عن الترحيل التعسفي داخل تركيا.

تركيا

صورة شيخ سوري (أخبار الآن)

ويتابع قوله إنه قامت السلطات التركية مؤخرا بعد المظاهرات التي اشتعلت عقب التصريحات الأخيرة من قبل تركيا وخروجنا في مدينة جرابلس بمظاهرات حيث ردت القوات التركية بإطلاق الرصاص الحي لتفريقنا ومن ثم قامت باعتقال الأشخاص قاموا بحرق العلم التركي في بلدهم بعد غضبهم من

الخيانة الأخير حسب وصف ويقول رغم أنه ليس لها الأحقية هنا وأصبحت سياستها حتى في داخل أراضينا وكأننا نعيش تحت رحمتها والكثير من أهالي المناطق تعتبرها احتلال مثل الاحتلال الروسي والإيراني في المناطق الأخرى وكونه لكل الشخص التعبير عن رأيه في بلده وهذا ما كنا نسى إليه منذ

البداية واصف الحرب السورية وخاصة أنه قامت بترحيلنا ولم تكتفي بذلك إنما أصبحنا نخاف منهم ومن اعتقالهم حتى بعد ترحيلنا في بلدنا.

ويتابع حسن أنه تركيا لم تكتفي في تسليم مناطق حلب وإدلب وغيرها واليوم تعد السوريين بعودة أمنة إلى دمشق وحلب وحمص وبالتأكيد ستكون الخطة مثل خطة العودة الطوعية التي أعلنت عنه سابقا ويصف نفسه كان أحد الضحايا الذي يخطط للزواج ومتابعة مستقبله وقاموا بهدم كل ما بناه منذ دخوله تركيا 2013.

تركيا

سوريين في المعبر (أخبار الآن)

وينهي حديثه بالتأكيد لا يمكن التنبؤ عما في رأس الحكومة التركية ولكن على ما يبدوا أنه هناك خطط ليس من صالح السوريين ولا المعارضة السورية على الإطلاق وسيكون مفجع للشعب السوري وهذا ما اعتدنا عليه من قبل الحكومة التركية.

وحسب أحد المصادر المطلعة الباحث السياسي في جنوب تركيا غازي عنتاب فإنه من المحتمل حول الخطة لعودة “آمنة وطوعية” للاجئين السوريين من تركيا إلى مدن حمص ودمشق وحلب. وهذه الخطة، التي ستكون على طاولة المفاوضات مع روسيا وإيران والنظام السوري، ستضمن

سلامة اللاجئين أثناء عودتهم وإعادة ممتلكاتهم، ومنحهم جميع حقوقهم الشخصية. وأوضح أن الخطة ستكون “تجريبية”، ويمكن أن تتوسع لاحقاً لتشمل مناطق أخرى إضافة إلى المدن الثلاث.

ويضيف إن العائدين إلى مناطق سيطرة النظام السوري سيمنحون مساعدة مالية لترميم منازلهم وأعمالهم، وذلك من صندوق يموله الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي.

تركيا

صورة لاجئين سوريين (أخبار الآن)

وهذا كله حسب ما يصف لتشجيع الناس على العودة ويضيف أنه هذه العودة إلى مناطق سيطرة النظام إلى مدن حمص ودمشق وحلب بالتأكيد لن تتعارض مع الخطط التركية لإعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة المعارضة خاصة أنه تتواصل المشاريع السكنية حسب شهود عيان هناك في مناطق الباب وجرابلس وأعزاز وإدلب بغية توطين ما لا يقل عن مليون سوري هناك.

ومع وضوح التصريحات التركية، يبدو أن الحكومية التركية ماضية في ملف إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق بأسرع وقت ممكن وهذا ما يتضح خلال الأيام الماضية والتصريحات الأخيرة وذلك لإنجاز هذا الملف قبل موعد الانتخابات التركية العام القادم، فيما يبدو أنه محاولة لقطع الطريق على أحزاب المعارضة التي بدأت بطرح هذا الأمر، لتقديمه للناخب التركي، في ظل احتقان الشارع التركي إزاء وجود اللاجئين السوريين.

تركيا

صورة رجل نائم (أخبار الآن)

يقول أبو إسماعيل عصفور والذي مازال يعيش في وسط مدينة حلب وسط حي سيف الدولة مع زوجته أم محمد وبعد مقتل أبنه الوحيد عقب غارة جوية خلال الحملة الأخيرة عام 2016 والتي انتهت بسيطرة قوات النظام وخروج المعارضة منها أنه سمعنا منذ أيام بالقرار الأخير من قبل أردوغان وحكومته حول عودة الذين خرجوا للبحث عن ملاذ أكثر أمان لهم ولأطفالهم وبعد سنوات من تواجدهم وإنجازاتهم هناك في بلاد الغربة سمعنا أنه سيتم إعادتهم ولكن إلى أين؟ ويضيف أنه بالنسبة لهنا مدينتي حلب لا يمكن العيش بها حيث لا اقتصاد منهار ولا معيشة صالحة للعيش ليوم واحد ونحنا نعيش هنا بأعجوبة مع زوجتي الكبيرة في العمر فكيف لمن يملك أطفال وعائلة كبيرة من أين سوف يحضر لهم قوت يومهم في بلد صنف الأفقر عالميا.

ويضيف لا نعلم إلى أين سيتم إعادتهم؟ ويتابع حديثه أنه قبل فترة ليست طويلة كنت في حمص المدينة والأرياف وما كنت أشاهده هي شوارع مازالت بدمارها وقبل يومين قلت في نفسي سيعود ملايين الناس إلى هذا الخراب ويتابع أما بالنسبة للمدينة التي من المخطط العودة الأمنة إليه وهي العاصمة دمشق والتي تعاني الويلات من الفقر والانهيار والناس هناك أصبحت تأكل بعضها البعض من الجوع والفقر واًصبحت العمالية منتشرة في جميع شوارعها والريف هناك عبارة عن ركام ومن بتقى في أرياف دمشق هم أشخاص تعيش من قلة الموت حقا!

تركيا

صورة لاجئين (أخبار الآن)

ويضيف أبو إسماعيل حول الوضع في حلب إن الوضع اليوم أصعب مما كان عليه زمن الحرب بالتأكيد الناس هنا لم يعد يخيفها أصوات القصف والمدافع ولكن أصبح ما يخيفها السعي نحو لقمة العيش ويضيف أنه انا موظف في الدولة السورية ومعاشي 30 ألف ليرة سوريا أي 6 دولار فقط وأعيش مع زوجتي بحياة لا يمكن وصفها فكيف سوف تعود الناس وإلى أين!

وينهي حديثه أنه بالتأكيد كل صور التجميل التي ازدادت بالفترة الأخيرة دخول السياح إلى حلب وافتتاح المطاعم هنا والمقاهي وإزالة الركام في بعض المناطق الأثرية التي سوف يتم زيارتها من قبل السياح لم تعد مقنعة حتى للحكومة السورية بذاتها ولا الموالين خاصة بعد أن وجدوا أنهم يعيشون في مناطق يسيطر عليها نظام غير قادر على تأمين المياه ولا إنارة المنازل ليوم كامل فقط.

وحتى الآن لا توجد خطط ثابتة وواضحة حول خطة لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى ثلاث مناطق تجريبية وهي حمص ودمشق وحلب لكن ورغم ذلك هناك جو عام في الداخل التركي يشير بأن هذه المحطة غالبا ستكون حقيقة وعلى أرض الواقع.