متظاهرون غاضبون وصوامع تنهار في الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت
في مثل هذا اليوم, الرابع من أغسطس, شهدت بيروت انفجار مروع في مرفأ بيروت وتزامناً مع انهيار أجزاء إضافية من الصوامع المتصدعة، في مشهد أعاد لحظة حصول الفاجعة إلى أذهان اللبنانيين.
وأودى هذا الانفجار بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، ملحقاً دماراً واسعاً بالمرفق وعدد من أحياء العاصمة.
وقالت لمى هاشم (30 سنة) في وسط بيروت بينما تشاهد سحابة غبار انبعثت من المرفأ لوكالة فرانس برس: “أرى المشهد ذاته وتقريباً من المكان نفسه بعد عامين”.
وأضافت وقد أدمعت عيناها من شدّة تأثرها “أن يُعاد المشهد ذاته أمامنا اليوم لهو أمر موجع”.
ونظم أهالي الضحايا الذين يخوضون رحلة شاقة من أجل تحقيق العدالة، في بلد تسود فيه ثقافة الإفلات من العقاب منذ عقود، ثلاث مسيرات انطلقت الأولى من أمام قصر العدل بمشاركة المئات، حاملين لافتات منددة بعرقلة التحقيقات وصوراً للضحايا.
وتقدم المتظاهرون لافتة عملاقة كُتب عليها “لا عدالة للضحايا في ظل حكم الميليشيا والمافيا”، في إشارة الى الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتقصير والتدخّل في عمل القضاء.
وقالت طالبة الطب آية قاسم (21 عاماً) خلال مشاركتها في التظاهرة “عندما وقع الانفجار، اعتقدنا أن الحقيقة ستظهر بعد خمسة أيام، مر عامان ولم نعرف شيئاً”.
وتضيف “للأسف ما زلنا هنا لأنه لا عدالة للضحايا”.
وانطلقت مسيرة ثانية من مقر فوج الإطفاء، تجسيداً للرحلة الأخيرة لتسع عناصر من الفوج هرعوا الى المرفأ قبل دقائق من دوي الانفجار وقتلوا جميعهم.
وحمل المشاركون في المسيرة نعوشا خشبية بيضاء، ملطخة باللون الأحمر، وعليها أسماء عناصر فوج الإطفاء.
كما انطلقت مسيرة ثالثة من وسط بيروت، الذي لطالما شكّل قلب التظاهرات الشعبية المناوئة للطبقة السياسية المتهمة بالتقصير والإهمال والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة.
ومن المقرر أن تلتقي المسيرات الثلاث قبالة مرفأ بيروت، إحياء لذكرى الانفجار الذي وقع عند الساعة السادسة وسبع دقائق (15,07 ت غ).