شجار وتدافع أمام مخابز لبنان
- ازدادت مشكلة الخبز في لبنان حدة منذ اندلاع حرب أوكرانيا
- أزمة الخبز في لبنان ترتبط بمضاعفات الأزمة المالية التي أفقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمئة
- طوابير طويلة على الأفران في لبنان بسبب انقطاع الخبزأصبحت ربطة الخبز بمثابة معركة يومية يخوضها المواطن اللبناني في الوقت الذي يئن فيه الكثير من اللبنانيين في ظل الانهيار الاقتصادي المدمر، أدى نقص الخبز المدعوم من الدولة إلى تفاقم المصاعب وأثار العديد من المشاجرات خارج المخابز وتحول بعضها إلى حوادث إطلاق نار في الهواء.
وازدادت المشكلة حدة منذ اندلاع حرب أوكرانيا التي عطلت إمدادات القمح من مورد الحبوب الرئيسي للبنان.
لكن أزمة الخبز ترتبط أيضا بمضاعفات الأزمة المالية اللبنانية التي أفقدت العملة المحلية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها خلال ثلاث سنوات.
وشكا المواطن اللبناني علي فقيه من حاله قائلا “الذل، ربطة ما بتكفيك عندك عيلة طويلة عريضة وغير ربطة ما بيعطوك، بدك تنطر وتنذل 3-4 ساعات ليعطوك ربطة خبز، يعني شو بدك تعمل بتوقف هالدور 3-4 مرات لتأخد ربطة الخبز”.
يتم إنتاج الرغيف، الذي يعتبر عنصرا غذائيا أساسيا للكثيرين، باستخدام الدقيق (الطحين) المستورد بأسعار صرف مدعومة، مما يوفر بيئة مواتية بشدة للفساد ويولّد سوقا سوداء يباع فيها الخبز بأسعار مضاعفة.
وعزا وزير الاقتصاد أمين سلام أزمة الإمدادات الأخيرة إلى سرقة تجار قمح للدقيق الشهر الماضي.
وفي تصريحات لرويترز ألقى سلام باللائمة أيضا في النقص الأخير على النازحين السوريين واتهمهم بشراء أرغفة فائضة عن حاجتهم لإرسالها إلى سوريا أو بيعها في السوق السوداء.
وقال مواطن آخر يدعى جمال قره علي “بدن يذلونا بدن يعملوها بـ35 (ألف ليرة لبنانية) يعملوها من هلا بـ 30-35، كيف عملوا بالبنزين ما بقا في حدا عالبنزين نفس القصة”.
وأضاف “ننطر نص ساعة تلات أرباع الساعة إذا كان طابور متطلع بلا خبز مندور ومنفل”.
وقال مصدر أمني إن اشتباكات بالأيدي اندلعت لدى تدافع سوريين ولبنانيين أمام أحد المخابز في بيروت.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان أُرسل إلى رويترز “في هذا الوضع الصعب للغاية، نشهد زيادة في التوترات بين المجتمعات المختلفة”.
وأضافت أن “المفوضية قلقة أيضا من أن الممارسات التي تضع القيود والتدابير التمييزية يتم تطبيقها على أساس الجنسية، مما يؤثر في جملة أمور على اللاجئين”.
وتابعت قائلة إن استمرار الدعم الدولي للبنان أمر بالغ الأهمية لضمان الوصول الآمن للغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
ويستضيف لبنان لاجئين سوريين منذ بدء الحرب في عام 2011، ويقدر عددهم بنحو 1.5 مليون.
وأصدرت نجاة رشدي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، الأسبوع الماضي بيانا أشارت فيه إلى تزايد النقاش العام في لبنان حول عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا ودعت الجميع “إلى الامتناع عن تأجيج المشاعر السلبية والكراهية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وقال سلام إن اللاجئين السوريين يمارسون “ضغوطا كبيرة” على الإمدادات لكنهم لم يواجهوا تمييزا.
وأعرب عن أمله في أن تنحسر مشاكل الإمداد في غضون الأيام القليلة المقبلة، قائلا إنه يجري تفريغ 49 ألف طن من القمح في ميناء بيروت هذا الأسبوع، وهو ما ينبغي أن يستمر لمدة شهر ونصف الشهر.
وأشار إلى أن مجلس النواب وافق على قرض بقيمة 150 مليون دولار من البنك الدولي لشراء الحبوب، مضيفا أن القوى الأمنية تكثف مراقبة شحنات القمح لمنع السرقات.
ويقول أصحاب المخابز إن السلطات لا تقدم ما يكفي من الدقيق المدعوم، وهو ما تنفيه وزارة الاقتصاد.
وقال خالد ضاهر، الذي كان ينتظر مع الحشد خارج أحد مخابز الضاحية الجنوبية، إن الخبز متوفر في السوق السوداء ولكن بأربعة أضعاف السعر الرسمي البالغ 13 ألف ليرة لبنانية، أي نحو 44 سنتا بسعر الصرف في السوق.
وتابع قائلا “أنا بالقوة بجيبها للربطة غيري بيقدر بجيبها هيك؟ لأنه حرام ما عنده حدا، من أي ساعة هون؟، مضيفا أن بيته يخلو من أي رغيف خبز منذ أمس الأربعاء.
وقال “يوميا بدك تشيل ثلاث ساعات من وقت شغلك لتجي تنطر فيهم، هيدا الحال”.
تعتبر أزمة الخبز في لبنان واحدة من الأزمات القديمة المتجددة التي تعصف بالبلاد. وفي الآونة الأخيرة، تفاقمت بشكل ملحوظ وزادت الطوابير والصدامات بين الزبائن أمام الأفران، وسط أزمة اقتصادية طاحنة ونقص كبير لمخزون القمح منذ انفجار مرفأ بيروت.